الرّكعتين، بعد خروج الإِمام، بينما هذا الحديث ينهى عنهما!!

[2/60] فمن الجهل البالغ أن ينهى بعضُ الخطباء عنهما مَنْ أراد أن يصليهما، وقد دخل، والإِمام يخطب، خلافاً لأمره - صلى الله عليه وسلم -، وأني لأخشى على مثله أن يدخل في وعيد قوله تعالى:

{أَرَءَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى} (3) .

وقوله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (4) .

ولهذا قال النووي ـ رحمه الله ـ: ((هذا نص لا يتطرق إليه التأويل، ولا أظن عالماً يبلغه

ويعتقده صحيحاً، فيخالفه)) (1) .

والحديث السابق يدلّ بمفهوم قوله: ((والإمام يخطب)) أن الكلام والإمام لا يخطب، لا مانع منه. ويؤيّده: جريانُ العمل عليه في عهد عمر ـ رضي الله عنه ـ كما قال ثعلبة بن أبي مالك: ((إنهم كانوا يتحدّثون حين يجلس عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ على المنبر، حتى يسكت المؤذّن، فإذا قام عمر على المنبر، لم يتكلم أحد حتى يقضي خطبتيه كلتيهما)) (2) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015