وأكَّد عليه يوم الجمعة، كما تقدّم.

وبهذه المناسبة أُنبِّهُ على فائدةٍ نفسيةٍ نقلها شيخُ الإِسلام ابن تيمية يحتاج لها كثيرٌ من الناس، عند استخدامهم السّواك هذه الأيام.

قال رحمه الله تعالى: ((الأفضل أن يستاك باليسرى، نصَّ عليه الإِمام أحمد في رواية ابن منصور الكوسج، ذكره عنه في ((مسائله)) , وما علمنا أحداً من الأئمّة خالف في ذلك , وذلك لأن الاستياك من باب إماطة الأذى , فهو كالاستنثار والامتخاط, ونحو ذلك مما فيه إزالة الأذى , وذلك باليسرى , كما أن إزالة النجاسات , كالاستجمار ونحوه باليسرى , وإزالة الأذى , ومستحبّها باليسرى)) (2) انتهى.

وقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السّابق: ((وأن يَمَسّ طيباً إن وجده)) .

وفي رواية مسلم: ((ويَمَََس من الطيب ما يقدر عليه)) .

وفي رواية: ((ولو من طيب المرأة)) .

وفي هذه الروايات: التأكيد على استخدام الطيب لصلاة الجمعة , من وجوه:

الأول: الاقتصار على المس , وفيه الأخذ بالتخفيف , وفيه تنبيه على الرّفق.

الثاني: تيسير الأمر في التطيب , بأن يكون بأقل ما يمكن , حتى إنه يجزىء مسه من غير تناول قدر ينقصه , تحريضاً على امتثال الأمر فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015