التناقض من جنس ما يوجد في كلام الأشعري والقاضي أبي بكر الباقلاني وأبي المعالي وأمثالهم ممن يوافق النفاة على نفيهم، ويشارك أهل الإثبات على وجه يقول الجمهور: إنَّه جمع بين النقيضين"1.
قلت: وبهذا النقل يتبين كذب الكاتب وبهته وافتراؤه على شيخ الإسلام رحمه الله، والأمر لا يحتاج إلى إيضاح فشيخ الإسلام ابن تيمية لم يوافق أبا يعلى في كلِّ ما قال وبيَّن كذب ما نقله ابن العربي ولم يكن أبو يعلى إماماً لشيخ الإسلام كما قال الكاتب.
وأمَّا القاضي أبو يعلي رحمه الله فقد قال في آخر كتابه "إبطال التأويلات" في دفاعه عن نفسه ما رمي به من تجسيم وتشبيه وغير ذلك ما نصه: " ... ثم لم يكفهم ما أضافوه إلينا من الكذب والبهتان، حتى رمونا بالتجسيم والتشبيه والكفر لأجل ما رويناه من الصفات التي جاء بها القرآن والأخبار، والله تعالى يقول: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَّعْتَصِم بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَي صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} 2، فكيف يجوز أن نكفر ونحن نحتج بكتاب الله وسنة رسول الله، ولكن نعتصم بالله كما أمرنا الله تعالى لنهتدي إلى الصراط المستقيم، ومع هذا فلم يخل الله جل ثناؤه كل عالم في عصره من جاهل يبغي عليه بحسده وشره ليبلو بذلك شكره وصبره، ويعظم بذلك ثوابه وأجره. وقد قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ} 3، وقال تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ