فقد وصفهم الله تعالى بالكذب والكفر، بل وصفهم بصيغة مبالغة وهي (كفَّار) كما تقول: ضارب وضرَّاب.

فكيف يقال إنَّهم موحدون توحيد ربوبية والله تعالى وصفهم بالكفر صراحة؟ ‍‍!! ".

قلت: لم يصف أحد من أهل العلم من جاء بتوحيد الربوبية بأنَّه موحد هكذا على الإطلاق، وإنَّما يُوصف بالموحد عندهم من جاء بالتوحيد بأقسامه الثلاثة. وإنَّما يأتي في كلام أهل العلم عمن أثبت ربوبية الله وأنَّه وحده الخالق الرازق المالك المدبر لا شريك له ثم لم يفرده بالعبادة بأنَّه مقر بتوحيد الربوبية أو معترف بتوحيد الربوبية أو نحو ذلك، ولا يرون أنَّ هذا ينجيه من عذاب الله أو يخرجه من وصف الكفر.

قال شيخ الإسلام: "فأمَّا توحيد الربوبية الذي أقرَّ به الخلق وقرَّره أهل الكلام فلا يكفي وحده، بل هو من الحجة عليهم"1.

وقال ابن القيم: "وأمَّا توحيد الربوبية الذي أقرَّ به المسلم والكافر وقرره أهل الكلام في كتبهم فلا يكفي وحده، بل هو الحجة عليهم كما بين ذلك سبحانه في كتابه في عدة مواضع …"2.

وقال الصنعاني في مقدمة كتابه تطهير الاعتقاد: "الحمد لله الذي لا يقبل توحيد ربوبيته من العباد حتى يفردوه بتوحيد العبادة كل الإفراد، فلا يتخذون له ندّاً ولا يدعون معه أحداً ولا يتوكلون إلا عليه ... ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015