" ... ولذلك صرح أهل السنة والجماعة بأنَّ الله سبحانه لا يوصف بأنه خارج العالم ولا داخله ... " 1.
فنقول له: سمِّ لنا مَن صرح بذلك من أهل السنة والجماعة فكتبهم موجودة وأقوالهم محفوظة وآثارهم منشورة، إذ لم يصرح بما ذكرت إلا الجهمية المعطلة أتباع الجهم بن صفوان الذين تتابعت أقوال أهل السنة والجماعة في تبديعهم وتضليلهم.
أمَّا أهل السنة والجماعة فقد صرحوا بما ثبت في الكتاب والسنة من علو الله على خلقه، وفوقيته، واستوائه على عرشه، وأنَّه في السماء ونحو ذلك مما ورد في الكتاب والسنة.
والذي ذكره الكاتب ومن قبله جهم ومن تبعه أمرٌ لا يجوز وصف الله به، إذ من قال إنَّ ربه ليس فوق ولا تحت ولا عن يمين العالم ولا عن شماله ولا داخله ولا خارجه ولا متصلاً به ولا منفصلاً عنه فقد وصفه بالعدم بل ليس هناك وصف للعدم أبلغ من هذا الوصف الذي وصف به هؤلاء الجهمية ربهم، ومن هنا قال من قال من أهل السنة "والمعطل يعبد عدماً".
قال الذهبي رحمه الله: " ... إنَّ من تأول سائر الصفات، وحمل ما ورد منها على مجاز الكلام، أداه ذلك السلب إلى تعطيل الرب، وأن يشابه المعدوم،