فالأشاعرة وكذا الماتريدية ينفون عن الله كثيراً من صفات كماله الثابتة في الكتاب والسنة مثل الاستواء والنزول والمجيء والغضب والرضا ... وغيرها فهذه صفات أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم، ونفاها هؤلاء عنه، خلافاً لما ادعاه الكاتب أنَّهم يثبتون لله من الصفات ما أثبت لنفسه.

وجَعْلُ الكاتبِ الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة، غلط ظاهر إذ هم من أهل البدع والأهواء، وأمَّا أهل السنة والجماعة فهم المتمسكون بها والدائرون معها نفياً وإثباتاً.

فإنَّ المراد بالسنة الطريقة المحمدية التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وتابعوهم بإحسان قبل ظهور البدع وفشوها، فمن تأثر بشيء من الأهواء واستمسك بها لم يصح إطلاق هذا اللقب الجليل عليه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأئمة السنة ليسوا مثل أئمة البدعة، فإنَّ أئمة السنة تضاف السنة إليهم لأنَّهم مظاهر بهم ظهرت، وأئمة البدعة تضاف إليهم لأنَّهم مصادر عنهم صدرت ... "1.

وبهذا يعلم من هم أهل السنة ومن أهل البدعة.

21 قال الكاتب ص 38: "والضحك كذلك لا يليق أن يطلق حقيقة على الله، وإنما يطلق على سبيل المجاز، وتأويله عند أهل العلم الرضا أو الرحمة، فإذا ورد في حديث أنَّ الله يضحك إلى فلان فالمراد به أنَّه يرضى عنه ويرحمه، وهكذا".

قلت: شيخ الكاتب في هذا التأويل الباطل هو بشر بن غياث المريسي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015