لهذا وغيره رأيت من الواجب التنبيه على باطل هذا الكاتب وضلاله، والتحذير منه، وكشف بعض تلبيساته وتدليساته، وفضح كذبه وتزويره، ونقض شُبهه وأباطيله في كتابه المذكور، نصراً للحق وذبّاً عن السنَّة ودفاعاً عن علماء الأمة وردّاً للباطل وإزهاقاً له.
هذا دون تقص لكل ما فيه، ولو ناقشته على جميع ما اشتمل عليه كتابه من الظلم والخطأ والتعدي والجور والكذب والخلط والتلبيس والتدليس والتشنيع لطال الكلام، لكن التنبيه على قليل من ضلاله وباطله مرشدٌ إلى معرفة الكثير لمن له أدنى فهم وأقلّ علم، واللبيب تكفيه الإشارة، ولو أنَّ هذا الكاتب سكت ولم يكتب ما كتب واشتغل بتحصيل العلم الشرعي من مظانه من الكتاب والسنة لكان خيراً له وأقوم، ولأراح غيره، لكنه صار كمن يبحث عن حتفه بظلفه.
فكان كعنز السوء قامت بظلفها ... إلى مدية تحت التراث تثيرها
فنسأل الله أن يهديه ويهدي ضال المسلمين، وأن يردهم إلى الحقّ ردّاً جميلاً، وأن يعيذنا من الأهواء المطغية والفتن المردية بمنه وكرمه.
وهذا أوان الشروع في المقصود.