وقوله صلى الله عليه وسلم: "والعرش فوق الماء والله فوق العرش"، وقوله: "ولا يصعد إلى الله إلا الطيب". ومثل إشارته إلى السماء يوم عرفه يقول: "اللهم اشهد" يعني: على الصحابة حين أقروا أنه بلّغ.

ومثل إقراره الجارية حين سألها: "أين الله؟ "، قالت: في السماء. قال: "أعتقها فإنها مؤمنه".

إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.

وأما الإجماع: فقد نقل إجماع السلف على علو الله تعالى غير واحد من أهل العلم.

وأما دلالة العقل على علو الله تعالى: فلأن العلو صفة كمال، والسفول صفة نقص، والله تعالى موصوف بالكمال، منزه عن النقص.

وأما دلالة الفطرة على علو الله تعالى: فإنه ما من داع يدعو ربه إلا وجد من قلبه ضرورة بالاتجاه إلى العلو، من غير دراسة كتاب ولا تعليم معلم.

وهذا العلو الثابت لله تعالى بهذه الأدلة القطعية لا يناقض حقيقة المعية وذلك من وجوه:

الأول: أن الله تعالى جمع بينهما لنفسه في كتابه المبين المنزه عن النتاقض، ولو كانا متناقضين لم يجمع القرآن بينهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015