التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر الله عز وجل فلا يبدأ بالسؤال. قال سلمة بن الأكوع: "ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستفتتح الدعاء إلا استحفته بقوله: سبحان ربي العيِّ الأعلى الوهاب" رواه أحمد والحاكم وفيه ضعف، قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يسأله حاجته ثم يختم بالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن الله عز وجل يقبل الصلاتين وهو أكرم أن يدع ما بينهما.
العاشر: وهو الأدب الباطن وهو الأصل في الإجابة: التوبة ورد المظالم والإقبال على الله عز وجل بكُنه الهمة فذلك هو السبب القريب في الإجابة، فيروي عن كعب الأحبار أنه قال: أصاب الناس قحط شديد على عهد موسى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج موسى ببني إسرائيل يستقي بهم فلم يسقوا حتى خرج ثلاث مرات ولم يُسقَوا، فأوحى الله عز وجل إلى موسى - عليه السلام -: إني لا أستجيب لك ولمن معك وفيكم نمام، فقال موسى: يا رب ومن هو حتى نخرجه من بيننا فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمامًا! فقال موسى لبني إسرائيل: توبوا إلى ربكم بأجمعكم عن النميمة فتابوا فأرسل الله تعالى عليهم الغيث، وقال سفيان الثوري: بلغني أن بني إسرائيل قُحِطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وكانوا كذلك يخرجون إلى الجبال