ومنها أن في إخفاء وقتها رحمة للعباد حتى يستعدوا لها ويتأهبوا بالعمل الصالح والتوبة النصوح، كما أن إخفاء وقت الموت وهو الساعة الصغرى أصلح للعباد حتى يستعدوا له بالعمل الصالح.
ومنها أن في ذلك امتحان لإيمان الناس بخبر الله وخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وينبني على ذلك الأجر العظيم لمن آمن باليوم الآخر وإيمانه به مؤثر على عمله في الدنيا.
هذا بعض ما ذكره العلماء وهو ولا شك ليس كل الحكم، وإنما بعضها والله أعلم (?).
لقد دلت النصوص الكثيرة على اختصاص الله عزَّ وجلَّ بعلم الساعة، وقد تبرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - من ادعاء علمها كما قال تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} (?).
قال ابن كثير رحمه اللهُ: (يقول تعالى مخبرًا رسوله - صلى الله عليه وسلم - أنه لا علم له بالساعة، وإن سأله الناس عن ذلك، وأرشده إلى أن يرد علمها إلى الله عزَّ وجلَّ كما قال له في سورة الأعراف: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} فاستمر الحال في رد علمها إلى الذي يقيمها) (?).
وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ