القطوف الدانيه (صفحة 299)

كيف نستفيد من قراءة القرآن

المقدم: شيخنا الفاضل! لقد أكلمنا الحديث عن فهم وتدبر معاني القرآن، وما يتعلق بالشروط الأربعة التي ذكرتموها في فهم مقاصد القرآن الكريم، وأخذنا ثلاثة نماذج تطبيقية في هذا السياق.

يبقى القضية الأهم وهي: ماذا يكون بعد ذلك، أي: ماذا يفعل المشاهد حينما يقرأ القرآن ويتدبر، هل الفائدة الآن أن يختم القرآن، أم يجعل له وقتاً للقراءة التدبرية، هل هناك أفكار معينة في هذا السياق؟ الشيخ: الأمر الأول: أن يكون هناك انصراف من القلب إلى محبة كلام الله، هذه البذرة الأولى، فإذا وجدت أخذ الإنسان بهذه القواعد، فنظر في لغة العرب، وسأل الله بإلحاح أن يرزقه تدبر القرآن، وقرأ في كتب التفسير التي تسير على منهج سلف الأمة الصالح، مثل: تفسير ابن كثير، تفسير ابن سعدى، معالم التنزيل للبغوي، وفي كل خير، حتى بعض الأخطاء تكون يسيرة عند بعض الأئمة كـ القرطبي رحمة الله عليه وغيره.

يأخذ الإنسان كتب تفسير يضعها عنده، ويكثر من القراءة فيها حتى يفقه، ويحاول قدر الإمكان أن يخرج منها بنتيجة يقولها لمن حوله، يقرؤها الأب على أبنائه، الوالدة على بناتها، معلمة على طالباتها.

لا يحاول أن يجعل من القرآن طريق خصومة، لأنك لم تبلغ من المنزلة أن ترد على غيرك، لكن قل ما تراه صواباً، قل ما يغلب على الظن أنه مقصود.

العناية بالمسائل الإيمانية، وانتقاء الآيات التي تؤثر في النفوس، وتجعل القلوب مفضية إلى ربها، مقبلة على الله منيبة، هذا المقصود الأسمى من القرآن، هذا أمر يجب الانصراف إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015