يقول: أما الكهف فهو الغار في الجبل، وهو الذي لجأ إليه هؤلاء الفتية المذكورون، وأما الرقيم فقال العوفي عن ابن عباس: هو واد قريب من أيلة -وأيلة بيت المقدس- وكذا قال عطية العوفي وقتادة.
وقال الضحاك: أما الكهف فهو غار الوادي، والرقيم اسم الوادي.
وقال مجاهد: الرقيم كتاب بنيانهم، يعني: الكتاب الذي كتب على بنيانهم وجعلت فيه أسماؤهم وكتبت فيه قصتهم، ويقول بعضهم: هو الوادي الذي فيه كهفهم.
وقول مجاهد هذا أقرب إلى ظاهر اللغة؛ لأن الرقيم بمعنى المرقوم، مثل قتيل بمعنى مقتول، والرقم هو النقش أو الكتابة، كل ذلك يسمى رقماً، فهو الكتاب الذي كتبت فيه قصة هؤلاء وأسماؤهم، وجعلوه على باب كهفهم، والله أعلم.
قال: وروى عبد الرزاق عن ابن عباس في (الرقيم) قال: كان يزعم كعب أنها القرية، وقال ابن جريج عن ابن عباس: الرقيم الجبل الذي فيه الكهف، وروى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: اسم ذلك الجبل بنجلوس.
وعن شعيب الجبائي: أن اسم جبل الكهف بنجلوس، واسم الكهف حيزم، والكلب حمران.
هذا يعطينا فكرة عما ينشغل به أهل الكتاب مما ينقل عنهم، ما اسم الكلب؟ ما لونه؟ ما اسم الكهف؟ ما اسم الوادي؟ والقرآن كما نعلم لم يذكر لنا شيئاً من ذلك؛ لأن المقصود العظة والعبرة، وهذا قد ذكرناه مرات في الفرق بين قصص القرآن وما يذكر الله عز وجل فيه، وبين قصص أهل الكتاب من الاهتمام بالأسماء وأسماء البلاد وألوان الحيوانات، وأنواع الأشجار لتكملة القصة في أذهان الناس؟ والاهتمام بهذه التفاصيل فقط؛ لأن الناس الذين يسمعونها يريدون أن يتسلوا بذكر هذه التفاصيل، وأما القرآن فلم يشغلنا بذلك، والله أعلى وأعلم.
ولذا قال ابن عباس: كان يزعم كعب أنها القرية.