قوله: ((لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)) أي: لا مبدل لكلماته الشرعية، فإن القرآن قد حفظه الله سبحانه وتعالى، كما أنه لا يجوز للمؤمن أن يعتقد أن لأحد أن يبدل كلام الله، ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الظاهر في الكلمات هنا؛ لأن الآيات إنما هي في كتاب الله المنزل.
وأيضاً لا مبدل لكلمات الله الكونية، فإن الله سبحانه إذا أمر بأمر كان، إنما هو ((إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ))، ولكن السياق في الآيات الشرعية، فمعنى لا مبدل لكلماته، أي لا يوجد شرعاً من له حق التبديل في كتاب الله، ولذا كان تبديل كلمات الله الشرعية كفراً وشركاً بالله؛ لأن الله قال: ((لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)) فالذي قال: يوجد مبدل لكلمات الله فقد كذب القرآن والعياذ بالله، والذي يقول: من حق الناس أن يغيروا التشريع ويغيروا كلام الله ويأتوا ببديل فقد كذب القرآن.
فمعنى ((لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ)) أي: أن الناس لن يقدروا على إزالة الآيات وتغييرها بغيرها، وسيفضحون إن فعلوا ذلك، ولن ينتشر ذلك الباطل كالحق بل ينتشر على أنه باطل، وهذا -والله- أمر حاصل، فإن الله حفظ كتابه العزيز فلا تصل إليه يد، ولو حاول إنسان أن يحرف منه حرفاً سيفتضح في أرجاء الأرض مشارقها ومغاربها بحمده سبحانه وتعالى.