إِنه يؤكدُ أَنَّ القرآنَ كلامُ النبى - صلى الله عليه وسلم - وليس كلامَ الله، وأَنه كان يَضَعُ فيه ما شاء من الآياتِ التي أَلَّفها ...
وهو يرى أَنَ القرآنَ مليءٌ بأخبار الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - الشخصية! وهذا دَليلُ جْهلهِ وغبائه.
إِنَّ اللافتَ للنظر أَنَّ حديث القرآنِ عن أَخبارِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - الشخصية قليل، وهذا دليلٌ على أَنَّ القرآنَ كَلامُ الله، ولو كانَ القرآنُ من تأليفِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لملأَهُ بالحديث عن شؤونهِ وسيرتهِ وحياتِه، وعن رحلاتِه وأَسفارِه، وعن مشاعرِه وهمومِهِ، وأحزانِه وأفراحه..
كما يفعلُ المؤلِّفون عندما يكتبُ أَحدهم سيرتَه الذاتية.
لم يعرض القرآنُ من أخبارِ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - إِلا ما جعلَه فرصةً لتقرير الدروس.
ويَتساءلُ الفادي بخبث: لماذا لم يُبرئ الوحيُ عائشة في الحال؟..
إِنَ تَأَخُّيرَ الوحي في إِعلان براءةِ وعِفَّةِ عائشة - رضي الله عنها - دليلٌ آخَرُ على أَنه كلامُ الله، فقد كانَ الموضوعُ خطيراً جداً، ويتعلَّقُ ببيتِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وشرفِه وعِفَّة وعرضِ امرأتِه، ولو كانَ القرآنُ من تأليفِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لسارعَ بإِعلانِ براءَتِها، وادَّعى
إِنزالَ الآياتِ عليه!! لكنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - بقيَ ينتظرُ الوحيَ أَياماً عديدة، وهو لا يَعلمُ الغيب، والقضيةُ حساسةٌ تتفاعَلُ وتتحركُ وتنتشرُ بين الناس، والمسلمونَ ينتظرونَ البيانَ من الله، ويتأخَّر إِنزالُ الآياتِ لحِكْمَة، ليوَظَّفَ هذا دليلاً على أَنَّ القرآنَ من عندِ الله! !.
***
أَثارَ الفادي المجرمُ الاعتراضاتِ والإِشكالاتِ على موقفِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - من خصومهِ الكافرينَ المعادين، حيثُ أَمَرَ بقتل بعضِهم.
وبدأ هذا المبحثَ بالحديثِ عن سَرِيَّةِ عبد اللهِ بنِ جحشٍ - رضي الله عنه -، التي