كلامُ الفادي المجرم وقحٌ قبيح، وكلُّه اتهامٌ للرسولِ - صلى الله عليه وسلم - ولعائشةَ - رضي الله عنها -.
إِنه يَعتبرُ زواجَه بعائشةَ لعنةً عليه، وأَنه خسر كثيراً بسببه، علماً أَنَّ حياةَ
الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - مع عائشةَ كانَتْ سعيدةً هانئة، وكانتْ عالشةُ مباركةً - رضي الله عنها -.
وأَثارَ المجرمُ إِشْكالاً حولَ عُمْرِ عائشة عندما تزوَّجَها - صلى الله عليه وسلم -، صَحيحٌ أَنه خَطَبَها وهي بنتُ لسِتِّ سنوات، ودخلَ بها وهي بنتُ تِسْعِ سنوات، - ولا غَرابَةَ في هذا الزواج، فقد كانَتْ كاملةَ الأُنوثةِ وهي في هذا السِّنِّ، ومعلوم أَنَّ البَناتِ في المناطقِ الحارَّةِ تكبرُ أَجسامُهُنَّ بِسُرْعة.
أَما اصطحابُ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - لعائشةَ في غَزواتِه وسَفراتِه فقد كانَ يَخرجُ بها عندما ي؟ أتي دورها، حيثُ كانَ يَعدِلُ بين زوجاتِه، ويخرجُ بمن هي على الدَّور!.
والفادي مجرمٌ وقح عندما قال عن الحادثة: " فتصبحُ سيرتُه وسيرتُها
مضغةً في الأَفواه ".
ولقد كانتْ سيرةُ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وسيرةُ عائشة أُمِّ
المؤمنين - رضي الله عنها -، عنوانَ العِفَّةِ والطهرِ والفَضيلة، ولم يكنْ في حياتِه أَو حياتها ما يُريب، والذينَ تَحَدَّثوا عن عائشةَ واتهموها في عِفَّتِها هم المنافقون، ومَنْ تَأَثَّر بهم من مرضى القُلوب، أما المسلمونَ الصادقون فقد كَذَّبوا حديثَ الإِفك وقالوا: سبحانَك هذا بهتان عظيم.
واستغربَ الفادي الجاهلُ حديثَ سورةِ النورِ عن حديثِ الإِفكِ، في
ثماني عشرةَ آية، وهذا دَليلُ جَهْلِه، فالقرآنُ كان يُرَبّي المسلمينَ بالأَحداث،
ويَجعلُها مناسبةً لعَرْضِ وتقريرِ حقائقِه، وقد كانت الدروسُ والعِبَرُ والتوجيهاتُ من حادثةِ الإِفْكِ كثيرة، ولذلك تَحَدَّثَ عنها القرآنُ في ثماني عشرة آية.
وكان الفادي وَقحاً مُجْرِماً عندما قال: " أَلا يرى العاقِلُ أَنَّ محمداً شَحَنَ
قرآنَه بشؤونه الخاصةِ وشؤونِ نسائه؟ ".