رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: استأذَنْتُ ربي أَنْ أَزورَ أُمّي فأَذِنَ لي، واستأذنْتُه في أَنْ أَستغفرَ لأُمّي فلم يأذَنْ لي ".
ولكنَّ الآيَتَيْنِ (113 - 114) من سورةِ التوبة لم تَنْزِلا في أُمّه ولا في أَبيه.
ولم يَصِحَّ قولٌ نُسبَ للرسولِ - صلى الله عليه وسلم -: لأَستغفرنَّ لأَبي،
كما استغفرَ إِبراهيمُ لأَبيه، فأَنزلَ اللهُ عليه الآيتَيْن يَنهاهُ عن ذلك!!.
ومن أَكاذيبِ المفترِي وافتراءاتِه قولُه: " واتفقَ المفَسِّرونَ على أَنَّ محمداً
كان يَطلبُ المغفرةَ لأَبيه عبدِ الله، وأُمّه آمنة، وعَمّه أَبي طالب، وأَنَ اللهَ نَهاهُ وَزَجَره عن ذلك زَجْراً أَبكاه، لأَنَّهم مُشركون، وقد صاروا من أَصحابِ النار..
وما أَبعدَ الفرقَ بينهم وبين العذراءِ مريم وابنِها!! ".
إِنَّ هذا كَذِبٌ مفضوح، فلم يَستغفرْ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لأَبيه، ولا لأُمِّه، ولا لَعَمِّه أَبي طالب، لأَنهم ماتوا على غيرِ الإِسلام، ورسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعلمُ أَنه لا يَجوزُ له أَنْ يَستغفرَ لكافر، ولو كان أَقربَ الناسِ إِليه.
وادَّعى الكاذبُ المفترِي أَنَّ اللهَ نَهاهُ عن الاستغفارِ لأَبيه وأُمِّه وعمِّه،
وزَجَرَه عن ذلك زجرا أَبكاه، وهذا ادِّعاءٌ كاذب، فلم يَنْهَهُ اللهُ عن ذلك ولم يَزجزه، لأَنه - صلى الله عليه وسلم - لم يَفعلْ ذلك أَصلاً.
والآيةُ نَفَتْ وُقوعَ هذا الاستغفار: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى) ...
***
ذَكَرَ الفادي المجرمُ تحتَ عنوان: " وَحْيٌ من الشيطان " قولَ الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) .