(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ) .

والسببُ الحقيقيُّ للنسخِ في نظرِه هو رغبةُ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - في السَّلْبِ والنهبِ والقتل، وتبريرُه لذلك، قالَ فَضَّ اللهُ فاه: " جاءت هذه الآية ُ الناسخةُ بعد القتالِ الذي قامَ به عبدُ اللهِ بنُ جحش الأَسديُّ في الشهرِ الحرام، وإِعطائِه خُمس السَّلْبِ لمحمد، وتعييرِ قريشٍ لمحمدٍ بِسببِ ارتكابِ المسلمين القتالَ في الشهرِ الحرام.

فلكَي يُسكتَهم ويُرضي أَصحابَه ويُبررَ سَلَبَه قالَ بهذه الآيةِ الناسخة! ".

محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - في نظره - هو الذي يُؤَلِّفُ آياتِ القرآن، ويَنسبُها إِلى الله، وذلك ليُبررَ بها أَعمالَه ويُرضيَ أَصحابَه!!

هذا هو السببُ الحقيقيُّ عند المجرمِ لنسخِ حرمةِ القتالِ في الشهرِ الحرام.

فقد أَرسلَ عبدَ الله بنَ جحش، ومعه مجموعةٌ من أَصحابِه، فأَغَاروا على تجارةٍ لقريشٍ في الشهرِ الحرام، وقَتَلوا مَنْ فيها، وصادَروها، وأَعْطوا ما فيها للرسولِ - صلى الله عليه وسلم - فأَلَّفَ آيةً نَسَخَ فيها حرمةَ

القتالِ في الشهرِ الحرام، ليُبررَ فِعْلَه، ويُرضيَ أَصحابَه!!.

وكلامُ الفادي المجرمِ خَطَأ وباطل، وهو دَليلُ جهْلِه وغَبائِه.

لقد كانتْ حادثةُ سريةِ عبد اللهِ بنِ جحش - رضي الله عنه - في منتصفِ السنةِ الثانيةِ للهجرة، قبلَ غزوةِ بدر، وهي لم تَنسخْ حُرمةَ القتالِ في الشهرِ الحرامِ، ولم تَجعلْ ذلك القتالَ مباحاً، بل اعتبرَتْه مُحَرَّماً، لكنَّ جرائمَ قريشٍ كانت أَكبر.

وخلاصةُ حادثةِ تلك السَّرِيَّةِ أَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - "شَكَّلَ " سريةً مجاهدةً بقيادةِ عبدِ الله بن جحش - رضي الله عنه -، وأَمرهم أَنْ يَتَوَجَّهوا إِلى منطقةِ " نَخْلَة "، على طريقِ مكة، وأَنْ يَرْصُدوا فيها قافلةً تجارية لقريش..

ولما كَمَنوا في المنطقةِ مَرَّتْ بهم القافلةُ المرصودة، واخْتلفَ أَصحابُ السريَّةِ في التاريخ: هل هذا اليومُ هو آخرُ أَيامِ شهرِ جمادى الثانية، الذي يَجوزُ القتالُ فيه، أَم هو أَولُ أَيامِ شهرِ رجب المحَرّم الذي يَحرمُ القتالُ فيه؟

ورجَّحوا أَنه آخرُ أَيامِ شهرِ جمادى،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015