ونَقَلَ عن كتاب " عرائسِ المجالس " للثَّعْلَبِيّ أَنَّ اللهَ خلقَ جبلَ " قاف "،
من زبرجدةٍ خضراء، وجعلَه جَبَلاً عظيماً، مُحيطاً بالأَرضِ كُلِّها!!.
ونقلَ عن كتابِ " قصص الأَنبياء " - هو نفسهُ " عرائسُ المجالسِ " للثَّعْلَبِيّ -
أَنَّ عبدَ اللهِ بنَ سلام - رضي الله عنه - سأَلَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن أعلى جبلٍ في الأَرض؟
فأَخبره أَنه جبلُ " قاف "، وأَنَ ارتفاعَه مسيرةُ خمسمِئة سنة، وأَنَّ طولَه مسيرةُ أَلفي سنة، وأَنه مخلوقٌ من زمردٍ أَخضر.
وعَلَّقَ الفادي على هذا بأَنَّ أَوَّلَ مَنْ تكلمَ عن جبلِ قافِ المحيطِ
بالأَرضِ هو الكتابُ الدينى اليهودي " حَكيكاه "، عندما فَسَّرَ كلمةَ: " توهو بوهو " المذكورةَ في أَولِ جملةٍ في سِفْرِ التكوين، الذي هو أَولُ أَسفارِ العهدِ القديم.
ونقلَ عن " حَكيكاه " أَنَّ معنى كلمةِ " توهو " العبرية هو: الفضاءُ والفراغ.
وأَنَّ المرادَ بها الخطُّ الأَخضرُ المحيطُ بجميعِ العالَم..
ولما أَرادَ العربُ تَعريبَ كلمةِ " توهو " العبريةِ سَمّوها " قاف ".
وبَعدما ذَكَرَ هذه الخرافةَ الأُسطورية، نَسَبَها إِلى القرآن، وقال: " فالكلمةُ
العبريةُ المترجمةُ " الخَط " هي " تاء "، ولما سَمِعَها الصحابةُ لم يَعْرِفوا معناها أَنَّهُ
الخَطّ، وتوهموا أَنّها سلسلةُ جبالٍ عظيمةٍ اسْمُها " قاف "!!.
فكيفَ يَعتبرُ القرآنُ ما نُسَمّيه " الأُفُق " أوهو خَطّ وَهْمِيٌّ، جَبَلاً
حقيقياً؟ " (?) .
إِنَّ كتابَ الثعلبيّ " عرائس المجالس في قصص الأنبياء " مرفوضٌ عند
العلماء، ولا يَصلحُ أَنْ يكونَ مرجعاً في كتبِ التفسير وقَصصِ الأَنبياء، ومعظمُ الحكاياتِ والأَخبارِ والرواياتِ التي فيه موضوعة ومردودة، وهي خُرافاتٌ وأَساطير، مأخوذةٌ عن الإِسرائيلياتِ المردودةِ الباطلة.