إِن القرآنَ كلامُ الله، وقد حَفِظَه الله، ونَزَّهَه عن التغييرِ والتبديلِ، والزيادةِ
والنقص، فلا خَطَأَ في القرآن، ولا تَعارُضَ بين قراءاتِه، ولا تَناقُضَ في معانيه.
***
ذَكَرَ الفادي آيتيْنِ من سورةِ يس تتحدَّثان عن القمر، وهما قولُ اللهِ - عز وجل -: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) .
اكتفى الفادي بذكْرِ تَفسير البيضاويِّ لهاتَيْنِ الآيَتيْن، وذَكَرَ منازِلَ القمر
الثمانيةَ والعشرين، التي ينزلُ فيها خلالَ الشهر، وبيان معنى العرجونِ القديم، وكلُّ كوكبِ من الكواكبِ في فَلَكٍ يَسبحُ فيه في الفضاء.
ولمَ يُسجل اعتراضَه على الآيَتيْن، ولم يذكُرْ ما رآهُ خَطَأً جغرافياً فلكيّاً
فيها، فبقيَ الاعتراضُ في بطنِه! ولا نعرفُ ما الذي لا يُعجبُه من الآيات،
حتى نردَّ عليه ونبينَ سوءَ فهمه.
والعُرجونُ جَريدُ النخل " الشِّمْراخ " الدقيقُ الرفيعُ القديمُ العتيقُ اليابس،
ومنازلُ القمر هي التي ينزل فيها على مدارِ الشهرِ القمري!.
***
اعترضَ الفادي على القرآنِ لورودِ كلمةِ " قاف " فيه.
وهي المذكورةُ في أَولِ سورة " قَ "، في قوله تعالى: (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) .
واعتبرَ القرآنَ كتابَ أَساطيرٍ وخرافات، لوجودِ هذه الكلمةِ " قاف " فيه.