وتساءَلَ بخبْثٍ قائلاً: " ونحنُ نسألُ: كيفَ يكونُ القرآنُ عَربيّاً مُبيناً، وبه
كلماتٌ أَعجميةٌ كثيرة، من فارسيةٍ وآشوريةٍ وسريانيةٍ ويونانيةٍ ومصرية وحبشية، وغيرها؟! " (?) .
والكلماتُ غيرُ العربية التي ذَكرها تسعٌ وعشرون كلمة، ما بين عبريةٍ
وفارسيةٍ وآشورية، ومصرية ويونانية وآرامية، وسريانيةِ وحبشية ولاتينية.
وقد اختلف العلماءُ في القولِ بوجودِ كلماتٍ أعجميةٍ في القرآن:
- فمنهم مَنْ ذهبَ إِلى أَنَّ في القرآنِ كلماتٍ كثيرةً بلغاتٍ غيرِ عربية؟
ففيه كلمات فارسيةٌ وحبشيةٌ وسريانيةٌ وآراميةٌ ويونانية.
- ومنهم مَنْ نفى وُجودَ أَيّ كلمةٍ غيرِ عربيةٍ في القرآن، فكلُّ كلماتِه عربيةُ
الأَصل، حتى أَسماء الأَعلامِ للأَشخاصِ والأماكنِ والمواقع.
- ومنهم مَنْ تَوَسَّطَ، فقالَ: كلُّ كلماتِ القرآنِ عربية، إلّا أَسماءُ بعض
الأَشخاصِ والأَماكنِ والمواقع، مثلُ: آدمَ وإِبليسَ وإبراهيمَ وإِسماعيلَ وفرعونَ ومصر.
والراجحُ هو ما ذهب إليه الفريق الثالث، فما في القرآن من الكلمات
الأَعجمية أَسماءُ الأَعلامِ فقط، أَما غيرُ الأَعلامِ فكلُّها كلماتٌ عربيةٌ مشتقة،
يمكنُ إِعادتُها إِلى جذورِها وأُصولِها العربيةِ، ويمكنُ تحديدُ معناها العربي.
ووجودُ بعضِ الأعلامِ الأَعجميةِ في القرآنِ لا يَتعارضُ مع عربيةِ القرآن،
وأَنه نَزَلَ بلسانٍ عَربيٍّ مبين، لأَنها كلماتٌ مترجمةٌ إِلى العربية، ومسجلَةٌ في
القرآن بحروفٍ عربية.
ومعلومٌ أَنْ أَسماءَ الأَعلام تُنقلُ وتُترجمُ من لغتِها الأَصليةِ إِلى اللغاتِ الأُخرى، بحروفِ تلك اللُّغات، وهذا أَمْرٌ متفقٌ عليه بينَ اللغات.
فالأَعلامُ الأَعجميةُ هكذا هي في لغاتِها الأَصلية، وهي مترجمةٌ إِلى اللغةِ
العربية، ومذكورةٌ في القرآنِ بالحروفِ العربية.
ومن أَسماءِ الأَعلامِ الأَعجميةِ في القرآن، أَسماءُ بعضِ الأَنبياء: آدم،