أَيهما أَوضحُ وأَكبرُ معجزةً، وأَعظمُ وأَضخمُ آيةً؟
شَقّ البحرِ أَمْ رفعُ الجبلِ، إِنَّ شَقّ البحر أَضخمُ وأَعظمُ.
فلماذا آمَنَ الفادي به وكَذَّبَ وأَنكرَ ما دونَه؟
أَلأنَّه وَرَدَ في كتابه صَدَّقَه، ورفعُ الجبل لم يَرِدْ في كتابِه فاعتَبره مُسْتَحيلاً
عقليّاً؟
أَيْنَ المنهجيةُ والموضوعيةُ التي ادَّعاها في بحثِه؟
ولماذا لم يَقِسْ رَفْعَ الجبل على شَقِّ البحر؟.
أَما نحنُ المسلمين فإِننا نؤمنُ بشَقِّ البحر ورفْعِ الجبل، لأَنَّ الله ذكَرَ
المعجزتَيْن في القرآن، ولأَنهما من فعلِ الله، والله فَعّالٌ لما يُريدُ سِبحانهَ.
***
تحتَ عنوان: " جَبَلٌ يتكلَّم "!
اعترضَ الفادي على إِخبارِ القرآنِ عن تَكَلّمِ الجبال، وقد ذَكَرَ القرآنُ ذلك مرتَيْن.
المرةُ الأولى: في حديثِه عن قصةِ داودَ - عليه السلام -، فعندما كانَ يُسَبِّحُ اللهَ سبحانَه كانت الجبالُ والطيورُ تُسَبِّحُ معه.
قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) .
ومعنى (أَوِّبِي) : رَدّدي ورَجِّعي مَعَه.
أَيْ: سَبِّحي مَعَه عندما يُسَبّحُ.
فكانَ داودُ - عليه السلام - عندما يُسَبِّحُ اللهَ يَسمعُ الجبالَ
تُسَبِّحُ اللهَ معهِ، ويَسمعُ الطيورَ تُسَبّحُ اللهَ مَعَه!!.
إِنَّ اللهَ هو الذي سَخَّرَ الجبالَ للتسبيحِ معه، وأَمَرَ الطيرَ أَنْ تُسَبّحَ معه.
قال تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) .
ولم يُصَدِّق الفادي المفترِي القرآنَ في إخبارِه عن ذلك، واعْتَبَرَه مما
يتناقَضُ مع العِلْمِ والعَقْل.
قال: " وهل للجبالِ عَقْلٌ وتَمييزٌ وعَواطفُ، لِتُرَدّدَ صلواتِ واعترافاتِ وتسابيحَ داودَ؟! ".
ونَقولُ له: نَعَم.
إِنَ اللهَ خالِقَها هو الذي أَرادَ أَنْ تُسَبحَ، وأَمَرَها أَنْ