هذا من البِرِّ والإِحسان، يتقرَّبونَ به إلى الله - عز وجل - قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) .
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) .
أَما تحريمُ إِقامةِ غيرِ المسلمين في بلادِ الحجاز، فلأَنَّ الحجازَ والجزيرةَ
العربية كلَّها صارَتْ دارَ إِسلام، وقد أَسلمَ أهْلُها جَميعاً في حياةِ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وبما أنهم مسلمونَ فإِنَّ مَنْ تَرَكَ الإِسلامَ منهم يكونُ مرتدّاً، والمرتَدُّ يُقْتَلُ إِنْ لم يَعُدْ للإِسلامِ، وغيرُ المسلمين من البلدانِ الأُخرى ليسوا من أَهْلِ الحجاز، فلماذا يُقيمونَ ويستَوْطِنون فِيها؟!.
لو طَرَدَ المسلمونَ أَحَدَ أَهلِ الحجازِ الأَصلِيِّين يمكنُ أَنْ يُلامُوا، لكنَّهم
لا يُلامونَ على عَدَمِ السماحِ للمسلمِ بالردة، ولا على عدمِ السماحِ لابنِ غيرِ المنطقةِ الكافرِ بالإِقامةِ فيها.
***
زَعَمَ الفادي المفترِي أَنَّ شعائرَ الحَجِّ التي يُؤَدّيها المسلمون، ليستْ من
عندِ الله، وإنما هي من أعمال الجاهلية، بما في ذلك تقبيلُ الحَجَرِ الأَسودِ
عند الطَّواف.
قال: "معلومٌ أَنَّ الحَجَّ إِلى الكعبةِ وشعائِرَهُ هي من شعائرِ الجاهلية، بما في ذلك تقبيلُ الحجرِ الأَسود!
قال عمرُ بنُ الخَطَّاب للحَجَرِ الأَسود: أَما والله لقد عَلمتُ أَنك حَجَرٌ لا تَضُرُّ ولا تَنْفَع، ولولا أًني رأيتُ رسول اللهِ يقبّلُك ما قَبَّلْتُك "!.
وقد سبقَ أَنْ أَثارَ المفترِي فريةَ أَخْذِ شعائرِ الحَجّ من الجاهلية، وسَبَقَ أَنْ
رَدَدْنا عليه، وذَكَرْنا أَمْرَ اللهِ بالحَجِّ من أَيامِ إِبراهيمَ - صلى الله عليه وسلم -، وأنَّ الجاهليّين