في كُل بلادِ الحجازِ على كل غيرِ المسلمين ".

وفي هذا الكلامِ المفترى مجموعةٌ من المغالطات والأَكاذيب:

1 - يَزعمُ المفترِي أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كان في مَكَّةَ يُسالمُ جَميعَ الناس، ويَحترمُ اليهودَ والنَّصارى والصابئين، ويَقولُ: إنَّ لهم الجَنَّة.

وهذا زَعْمٌ باطِل، فلم يكنْ في مكَّةَ وُجودٌ لليهودِ أَو النَّصارى أَو الصابئين.

لأَنَّ أَهلَ مكةَ كانوا من قريشٍ والعرب، وكان فيها ثلاثةٌ أَو أَربعةٌ

من النَّصارى، فكيفَ يزعُمُ الفادي المفترِي أَنه كان يحترمُ اليهودَ والنَّصارى

والصا بئين؟!.

ولم يكنْ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - مُسالماً للنّاسِ في مكة، إِنما كانَ داعيةً مُذَكِّراً مُبَلِّغاً للدين، يُنذرُهم من عذابِ الله، وكان مأموراً هو وأَتْباعُه المؤمنون بكَفِّ أَيديهم عن قتالِ المشركين لحِكَم كَثيرة..

لكِنَّه كانَ يعلمُ أَنه ستأتي مرحلةٌ جديدة، يكون فيها قِتالٌ ومُواجهة.

2 - يَكْذِبُ المفترِي عندما يزعمُ أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَخبرَ وهو في مكةَ أَنَّ اليهودَ والنَّصارى والصابئين في الجنة، وأَحالَ على قولِه تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (69) .

إنَّ هذه الآيةَ مدنيّة، لأَنَّ سورة المائدةِ مدنية، وليستْ مكيهً كما ادَّعى

المفتري!.

ثم إِنَّ الآيةَ لا تُخبرُ أَنَّ اليهودَ والنَّصَارى والصابئين في الجنة، إِنما

تُخبرُ أَنَّ المؤمنين المسلمين المتَّبِعين لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - هم المؤمنون حقاً، وهم أَهلُ الجنة، أَمّا اليهودُ والنصارى والصابئون، فلا يُقْبَلُ إِيمانُ أَحَدٍ منهم، إِلّا إِذا آمَنَ باللهِ وعَمِلَ صالحاً وآمَنَ باليومِ الآخر، ولَنْ يتحقَّقَ ذلك إِلّا إِذَا آمَنَ بكل كُتُبِ الله، ومنها القرآنُ، وآمَنَ بكُلِّ رسلِ الله، ومنهم محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015