فقال: ما فَرَضَ ربُّكَ على أُمَّتِك؟
قلتُ: خمسينَ صلاة.
قال: ارجعْ إِلى رَبِّك فاسْأَله التخفيف، فإِنّ أُمَّتَك لا يُطيقون ذلك، فإني قد بلوْتُ بني إِسرائيلَ وخَبَرْتُهم.
فرجعْتُ إِلى رَبّي، فقلْتُ: يا ربي! خَفَّفْ على أُمَّتي.
فَحَطَّ عَنّي خَمْساً.
فرجعْتُ إِلى موسى فقلت: حَطَّ عَنّي خَمْساً.
قال: إِنَّ أُمَّتَكَ لا يُطيقونَ ذلك، فارْجِعْ إِلى رَبك، فاسْأَلْهُ التخفيف.
فلم أَزَلْ أَرجعُ بينَ ربّي تَبارك وتَعالى وبينَ موسى - عليه السلام -، حتى قال: يا محمد، إِنهنَّ خمسُ صلواتٍ كُلَّ يومٍ وليلة، لكلِّ صلاةٍ عَشْر، فذلك خَمسونَ صلاة.
ومَنْ هَمَّ بحسنةٍ فلم يَعْمَلْها كُتبتْ له حَسَنَة، فإِنْ عَمِلَها كُتبتْ له عَشْراً، ومَنْ هَمَّ بسيئةٍ فلم يَعْمَلْها لم تُكْتَبْ شيئاً، فإنْ عَمِلَها كُتبتْ سيئةً واحدة.
فنزلْتُ حتى انتهيتُ إِلى موسى - عليه السلام - فأَخبرتُه.
فقال: ارْجِعْ إِلى ربّك فاسأَلْه التخفيف..
فقلْتُ: قد رجعْتُ إِلى رَبّي فاستحييتُ منه " (?) .
وقد اعترضَ الفادي المفترِي على حادثةِ الصلواتِ الخمس، وأَثارَ
شُكوكَه حولَ الوحيِ والنبوةِ والإِسلام، قال: " ونحنُ نَسأل: هل الأَنبياءُ أَكثرُ معرفةً بأَحوالِ الناسِ من اللهِ سبحانه؟
وهل يتبعُ اللهُ رأيَ الناس؟
أَليس هذا كلُّه ناشئاً عن عدمِ معرفةِ محمدٍ بصفاتِ الله، وأَنَّ الصلاةَ أُنْسٌ بالله، وليستْ فرضاً ولا عبودية؟
والمسلمُ الذي يهتمُّ بالوضوءِ ونظافةِ البدنِ أَكثر من نظافةِ القلب
لا يُدرِكُ معنى الصلاة؟
لأَنه يهتمُّ بالاتجاهِ للقبلةِ أَكْثَرَ من اتجاهِ ضميرِه لله، ويتمسكُ بأَلفاظٍ محفوظةٍ دونَ الاهتمامِ بالتعبير عن حاجاتِه الخاصة، ويَعتبرُ أَنَّ الصلاةَ في ذاتِها حَسنةٌ تُذْهِبُ السيئة، ويَهتَمُّ بالنَحْرِ مع الصلاة، كقوله:
(فَصَل لِرَبِّكَ وَاَنحَر) ، دونما إِدراكٍ لمعنى كفارةِ المسيح؟! ".
إِنه لجهلِه وغبائِه لا يَعرفُ الحكمةَ من تشريعِ الصلواتِ الخمس بهذه
الطريقة، ولذلك أَثارَ أَسئلتَه التهكُّمية، وحَلَّلَ الحادثةَ تحليلاً استفزازياً، شَتَمَ
فيه الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - والإِسلامَ والمسلمين!.