وبهذا نَعرفُ سَفَهَ الفادي عندما اعترضَ على الصلواتِ الخَمْس، وجعلَ
عنوان اعتراضِه استفزازيّاً: " تِكرارُ الصَّلاةِ باطلٌ "!!.
***
أَثارَ الفادي المفترِي اعتراضَه على فرضِ الصلواتِ الخمس ليلةَ
المعراج، وعَرَضَ الحادثةَ بتحريفٍ وتَغييرٍ وتَبديل!.
قال: " قالَ علماءُ المسلمين: لما أَسرى اللهُ بمحمد، ورأى حورَ العين،
وسَلَّمَ عليهنَّ، وقابَلَ موسى، سأَلَه موسى: ما فَرَضَ ربُّكَ عليك؟
وقيل: إِنَّه سأَلَه: بمَ أُمِرْتَ؟
قال: خمسينَ صلاة، قال: ارجعْ إِلى رَبِّك فاسْأَلْه التخفيفَ.
وفي البخاري: إِنَّ أُمَّتَك لا تَستطيعُ خمسينَ صلاةً كُلَّ يَوْم، وإِنّي واللهِ جَرَّبْتُ
الناسَ قَبْلَك، وعالَجْتُ بني إِسرائيل أَشَدَّ المعالَجَة.
أَيْ: إِنَّه فُرِضَ عليهم صلاتان، فما قاموا بهما، رَكْعَتان بالغَداة، ورَكْعتان بالعشِيِّ!
وفي تفسير البيضاوي أنه فُرِضَ عليهم خمسونَ صلاة، غيرَ أَنَّ السيوطي قال: إِنَّ هذا باطل ...
ثم قالَ موسى: ارجعْ إِلى رَبِّكَ فاسْأَله التخفيفَ لأُمَّتِك.
قال: فرجعْتُ إِلى رَبّي، فقلت: يا رَبِّ خَفِّفْ عن أُمتي.
فحَطَّ عَنّي خَمْساً. فرجَعْتُ إِلى موسى، فقلْتُ: حَطّ عنّي خَمْساً.
قال: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطيقُ ذلك، فارجِعْ إِلى رَبِّك فاسْأَلْه التَّخْفيف..
قال: فلم أَزَلْ أَرجع بينَ ربّي وبين موسى، حتى قال الله: يا محمد! إنهنَ خمسُ صَلَواثٍ في كُلِّ يومٍ وليلة، لكلِّ صلاةٍ عَشْرٌ، فذلك خمسون.
قال: فنزلْتُ حَتى انتهيْتُ إِلى موسى فأَخَبرْتُه، فقال: ارجِعْ
إِلى رَبِّك فاسْأَلْه التخفيف.
قلتُ: قد رجعْتُ إِلى رَبّي حتى استحييتُ منه! ".
ولْنقرأ الحادثةَ من صحيحِ مسلم.
فقد روى مسلمٌ عن أَنَسِ بنِ مالك - رضي الله عنه -، عن رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنه حَدَّثَ عن ما جَرى في رحلةِ الإِسراءِ
والمعراج، ومن ذلك قوله: " ... فأَوحى اللهُ إِليَّ ما أَوحى، فَفَرَض عليَّ
خمسين صلاةً في كُلِّ يومٍ وليلة، فنزلتُ إِلى موسى عليه الصلاة والسلام،