مأخوذاً من الجاهلية، قال: " ونحنُ نسأل: أَليسَ الأَمْرُ بالوُقوفِ على عرفات والإِفاضةِ منها كسائرِ الناسِ في الجاهلية دَليلاً على أَنَّ أَركانَ الحَجّ من أَصْلٍ وثنيّ، وأَنه ليس من التشريعِ السماويِّ في شيء؟ ".
طريقةُ الفادي في البحثِ والاستدلالِ والاستنباطِ عجيبة غريبة، مُثيرةٌ
للسخريةِ.
فالإِسلامُ عنده مأخوذ منَ الممارساتِ الجاهلية، والعاداتِ الوثنية،
بدليل وجودِ آيةٍ في القرآن تُصحّحُ أَداءَ قريشٍ لمناسكِ الحج، فقد كانَ
القرشيّونَ في الجاهليةِ لا يَحُجّونَ مع باقي الناس، فلما أَمَرَهم القرآنُ بالحجّ
مع الناس، والوقوفِ بعرفةَ مع الناس، والإِفاضةِ معهم إِلى مزدلفة، دَلَّ هذا
على أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - أَخَذَ أَحكامَه من الجاهلية! مع أَنه يَدْعوهم إِلى التخلّي عن تلك الجاهلية!.
***
عادَ الفادي المفترِي إِلى التأكيدِ على أَنَّ كُلَّ أَعمالِ الحَجِّ ومناسِكِه
مأخوذة من الجاهلية، وهي المسألةُ التي تحدَّثَ عنها أَكثرَ من مرةٍ فيما مضى.
فبعدَ أَنْ ذَكَرَ أَربعَ آياتٍ من سورةِ البقرةِ تتحدَّثُ عن الحج، استخرجَ منها دلالتَه العجيبةَ المعتادة: " كان اسْمُ شهرِ ذي الحِجَّةِ المخصَّصِ
للحَجِّ موجوداً قبلَ الإِسلام، وكذلك كان الإِحرامُ (وهو البُعْدُ عن الرَّفَثِ
والصَّيْد) موجوداً قبلَ الإِسلام، كما كانت التجارةُ في الحَجّ موجودةً قبل
الإِسلام، وكذلك الإِفاضةُ من عرفاتٍ وإِلقاءُ الخُطَب وذِكْرُ المناقبِ عندَ
المشْعَرِ الحرام ...
فاتَّخَذَ الإِسلامُ عاداتِه وشعائِرَه من عادات العرب المشركين..".