والإسلام، أَنه كانَ حَريصاً على عدمِ الإخبارِ بأَنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ، والتأكيدِ على أَنه كلامُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ويَبدُو هذا في قولِه: فقال لهم محمد: (وَتَزَوَّدُوا) فهذه الكلمةُ في الآية، لكنَّ المفترِي جَعَلَها من كلامِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم.

***

هل الإفاضة من أعمال الجاهلية؟

اعتبرَ الفادي قولَ اللهِ - عز وجل -: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) ، دَليلاً على أَنَّ أَعْمالَ الحَجّ التي يُؤَدّيها المسلمون من أَعمالِ

الوثنيّين الجاهليّين، وليسَ تَشريعاً من الله رَبّ العالمين!.

الأَمْرُ في الآيةِ لقريش، يَأمُرُهم فيه بالتَّخَلّي عن عادتِهم التي كانوا عليها

في الجاهلية، فقد كانَ القرشيّون في الجاهليةِ يُسَمّون أَنْفُسَهم " الحُمْس "،

لأَنَّهم سَدَنَةُ بيتِ اللهِ الحرام، وكانوا لا يَقِفون مع النّاسِ في عَرَفات، ويتميَّزونَ عنهم بالوقوفِ في المزدلفة، ويَعتبرونَ الوقوفَ مع عامةِ الناسِ لا يَتفقُ مع منزلتِهم الدينية.

فلما أَوجبَ اللهُ على المسلمين الحَجَّ دَعا أَهْلَ قريشٍ المسلمين إِلى عَدَمِ

التميزِ عن باقي الحجاج، وأَوجبَ عليهم الوقوفَ بعَرَفَة معهم، والإفاضةَ من

عرفاتٍ إِلى مزدلفةَ ليلةَ العيدِ معهم، والسيرَ معهم، وعَدَمَ التميز عنهم.

قالَ الفادي: "..

قالَ أَهلُ التفسير: كانت قريشٌ ومن دانَ بدِينِها - وهم الحُمْسُ - يَقِفون بالمزدلفة، ويَقولون: نَحْنُ أَهْلُ الله..

وكانوا يَتعاظمون أَنْ يَقفوا معَ سائرِ الناسِ بعرفات، فإِذا أَفاضَ الناسُ من عرفاتٍ أفاضَ الحُمْسُ من المزدلفة، فلما جاءَ محمدٌ أَمَرَهم أَنْ يَقِفوا مع سائِر الناس، ثم يُفيضوا منها إِلى جمع ".

وخَرَجَ من ذلك بالنتيجةِ الشيطانيةِ الخبيثة، التي اعتبرَ بها الإِسلامَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015