قال: " جاءَ في سورةِ النساء: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ) ، وجاءَ في سورة الأَحْزاب: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ) .
ونحنُ نَسأل: هل هذا لكرامةِ النبيِّ والمسلمين؟
وهل هذا لكرامةِ الزوجاتِ والبناتِ والأَوْلاد؟
وهل هذا لتقدُّمِ الأُسرةِ والأُمةِ والمجتمعِ؟! ".
التَّسَرّي هو الاستمتاعُ بالجاريةِ الرقيقةِ التي هي " مِلْكُ اليمين "!
ويَعْتبرُ الفادي هذا التَّسَرّيَ إِذْلالاً للمرأة، ولا يَتفقُ مع كرامتِها وكرامةِ المجتمعِ الإِسلامي!.
والتَّسَرّي بالجواري مرتبطٌ بنظامِ الرِّقِّ، الذي كان نظاماً سائِداً في العالَمِ
القديم، فالإِسلامُ لم يَصْنَعْه، وإِنما وَجَدَهُ نظاماً عالميّاً، فعملَ الإِسلامُ على
ضَبْطِهِ وتنظيمِه وتوجيهِه، كما عَمِل على التَّقليلِ منه وتَجفيفِه، تمهيداً للتخلُّص منه! ولذلك لا يُلامُ الإِسلامُ لضبطِ وتنظيمِ الرق، إِنما يُمْدَحُ ويُثْنى عليه لهذا الضبطِ والتنظيم!.
المصدرُ الوحيدُ المعترفُ به في الإِسلام للاسترقاقِ هو الكفارُ المقاتلون
للمسلمين من الرجالِ والنساءِ، فإِذا انهزَمَ الكفارُ في الحربِ فقد يَقَعُ بعضُ
رجالِهم ونسائِهم المقاتلين بأَيْدي المسلمين، فيكونون عَبيداً وأَرِقّاء، سواءً
كانوا رجالاً أَو نساء!.
كيفَ يكونُ وَضْعُ هؤلاءِ العبيدِ بينَ المسلمين؟
هل يُتْرَكونَ على رُؤوسهم، لينْشُروا المفاسِدَ بين المسلمين؟
الحلُّ هو أنْ " يُوَزَّعوا " على المسلمين، ليكونوا عَبيداً لهم، تُؤَمَّنُ لهم حاجاتُهم! وبذلك تَكونُ السبايا المقاتِلاتُ الكافراتُ في بيوتِ المسلمين، وتُصبحُ الواحدةُ منهنَّ أَمَةً جارِيَةً في بيتِ سَيِّدِها، يتكفَّلُ سَيِّدُها بكلِّ حاجاتها.
ومن ذلك حاجتُها الجنسية، حيثُ يَتَسَرَّى بِها ويُعاشرها وتكونُ " مِلْكَ يَمينِه "، فإِنْ أَنجبَتْ منه وَجَبَ عليه أَنْ