يَسمحونَ للإِنسانِ أَنْ يُخالِفَهم، ويَأذَنونَ له أَنْ يُدافِعَ عن وجهةِ نَظَرِه، كما جاءَ في السؤالِ العاشر!!.
وهذا الكتابُ حلقةٌ عنيفةٌ حادَّةٌ صاخبةٌ من مسلسلِ " الهجومِ على
القرآن "، الذي يَشُنُّهُ عليه أَعداؤُه، من اليهودِ والنصارى، وسائرِ الأَعداء، الذين لا يَعترفونَ أَنَّ القرآنَ كلامُ الله، ولا يُؤمنونَ أَنَّ محمداً هو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وإِنما يعلنونَ أَنَّ محمداً - صلى الله عليه وسلم - مُفْتَرٍ كَذّاب، ادَّعى أَنه نبيّ، وزَعَمَ أَنَّ القرآنَ وَحْيٌ
من اللهِ إِليه، مع أَنه هو الذي أَلَّفَه، وأَعانَه عليه قومٌ آخَرون!!.
هذا وإِنَّ الحملةَ على القرآنِ طويلةٌ مستمرة، مضى عليها خمسةَ عَشَرَ
قَرْناً، وباءَتْ بالفشلِ ولله الحمد، وبقيَ القرآنُ ثابِتاً قويّاً، وغالِباً مَنْصوراً
ظافراً، ولن يكونَ هذا الكتابُ الكِتابَ الأَوَّلَ في الهجومِ على القرآن، فقد
سبَقَهُ آلافُ الكتبِ الحاقدةِ المسمومة، طواها الزمَنُ في مَلَفّات التاريخِ
المنسية، فَنَسِيَها الناسُ ونسوا أصحابَها، وبقيَ القرآنُ حَيّاً مُؤَثّراً، مَحْفوظاً
مَتْلُوّاً، مَعْروفاً مُفَسَّراً!! كما أَنَ هذا الكتابَ لن يكونَ الأَخيرَ في هذا المسلسلِ الحاقدِ الخَبيث، إِذْ سَتَتْلوهُ وتتبعُه كُتُبٌ أُخرى، يُؤَلِّفُها أَعداءٌ حاقِدونَ في القرونِ القادمة، وسَيَبْقى القُرآنُ مُحارَباً مُهاجَماً من قِبَلِ أَعدائِه حتى قيامِ الساعة، ولكنّه سيبقى غالِباً بإِذْنِ اللهِ حتى قيامِ الساعة، فنحنُ لا نَخافُ على القرآنِ الهزيمة، لأَننا موقنونَ من انتصارِهِ بإِذْنِ الله.
وقبلَ البَدْءِ بتفْنِيدِ كلامِ هؤلاءِ الحاقدين في شُبهاتِهم التي اعْتَبَروها
أَخطاءً، نُقَرِّرُ أَنه لا يوجَدُ أَيّ خَطَأ في القرآن، في أَيِّ موضوعٍ من
موضوعاتِه، لا في اللغة، ولا في العقيدة، ولا في الفقه، ولا في التاريخ،
ولا في الجغرافيا، ولا في الاجتماع، ولا في الأَخلاق، ولا في العلم، ولا
في السياسة، ولا في السيرة! وما اعْتَبَرَه هؤلاءِ المفترونَ أَخطاءً في القرآن،
إِنما هو وفقَ ما صَوَّرَتْه عُقولُهم القاصرة، وأَفهامُهم السقيمة، ونَظَراتُهم
العاجزة، ويَصْدُقُ على كلامِهم قولُ الشاعر:
وَكَمْ مِنْ عائِبٍ قَوْلاً صَحيحاً ...
وآفَتُه هي الفَهْمُ السَّقيمُ