الملكةُ إِيزابلُ أَنبياءَ الرب ".
لم يُفَصل القرآنُ الحديثَ عن ذي الكفل، واكْتَفى بذكْرِهِ ضِمنَ الأَنبياء،
وكُلّ ما يتعلَّقُ بنبوَّتِه وقِصَّتِه فهو من مبهماتِ القرآن، التي لا نعرفُ عنها شيئاً، ولا نملكُ الوسيلةَ لبيانِها، وكلُّ ما نقولُه عنه: إِنَ ذا الكفل نبيٌّ من أَنبياءِ بني إِسرائيل.
وهذا مَعْناهُ أَنْ نتوقَفَ في ما حكاهُ البيضاويُّ والمفسِّرونَ الآخرون عن
قصته، كما نتوقَّفُ في كُلِّ ما تذكُرُه الإِسرائيلياتُ، فلا نُصَدِّقُه ولا نُكَذِّبُه،
والتوقُّفُ يعني أَنْ لا نذكُرَه ولا نعتمدَه ولا نقولَ به.
أَما منهجُ الفادي المفترِي في النظرِ إِلى ما ذَكَرَهُ القرآنُ، فإِنه منهج خاطئٌ
مردود، فهو يُحاكمُ القرآنَ إِلى التوراة، فما وافَقَ التوراةَ صَدَّقَه، وما لم تذكُرْه التوراةُ خَطَّأَهُ وكَذَّبَهُ ورَدَّه.
ولذلك لا يَعتبرُ ذا الكِفْلِ نبيَّاً، لأَنَّ التوراةَ لم تذكُرْ ذلك!.
ذو الكفلِ في نظر الفادي ليسَ نبياً، والقراَنُ أَخْطَأَ عندما ذَكَرَهُ مع
الأنبياء! أَما نحنُ فإِننا نؤمنُ أَنَّ ذا الكفلِ نبيٌّ من أَنبياءِ بني إِسرائيل، لأَنَّ اللهَ
أَخْبَرَنا عنه في القرآن، وتَفاصيلُ قِصتِه من مبهماتِ القرآن، ومَنْ أَنكرَ كونَه نبياً فهو كافر بالله لأَنه كَذَّبَ القرآنَ!!.
***
أَشارَ القرآنُ إِشارةً إِلى أَصحابِ الرّش.
قال تعالى: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) .
وقال تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) .