قال تعالى: «قُلْ: يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ، إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ».
إنه تهديد الواثق من الحق الذي معه، والحق الذي وراءه ومن القوة التي في الحق، والقوة التي وراء الحق .. التهديد من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه نافض يديه من أمرهم، واثق مما هو عليه من الحق، واثق من منهجه وطريقه، واثق كذلك مما هم عليه من الضلال، وواثق من مصيرهم الذي هم إليه منتهون: «إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ» ..
فهذه هي القاعدة التي لا تتخلف .. إنه لا يفلح المشركون، الذين يتخذون من دون اللّه أولياء. وليس من دون اللّه ولي ولا نصير. والذين لا يتبعون هدى اللّه. وليس وراءه إلا الضلال البعيد وإلا الخسران المبين ..
وقبل أن نمضي مع سياق السورة حلقة جديدة، نقف وقفة سريعة مع هذه الحلقة الوسيطة بين حديث عن تشريع الذبائح - ما ذكر اسم اللّه عليه وما لم يذكر اسم اللّه عليه - وحديث عن النذور من الثمار والأنعام والأولاد ..
هذه الحلقة التي تضمنت تلك الحقائق الأساسية من حقائق العقيدة البحتة كما تضمنت مشاهد وصورا وتقريرات عن طبيعة الإيمان وطبيعة الكفر وعن المعركة بين الشياطين من الإنس والجن وبين أنبياء اللّه والمؤمنين بهم كما تضمنت ذلك الحشد من المؤثرات الموحية التي سبقت نظائرها في سياق السورة وهو يواجه ويعرض. حقائق العقيدة الكبرى في محيطها الشامل ..
نقف هذه الوقفة السريعة مع هذه الحلقة الوسيطة لنرى كم يحفل المنهج القرآني بهذه الواقعيات العملية، وهذه الجزئيات التطبيقية في الحياة البشرية وكم يحفل بانطباقها على شريعة اللّه وعلى تقرير الأصل الذي يجب أن تستند إليه وهو حاكمية اللّه .. أو بتعبير آخر ربوبية اللّه ..
فلما ذا يحفل المنهج القرآني هكذا بهذه القضية؟