فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ، وَحَوْلَهُ نَاسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قَتَلَهُمْ. قَالَ أَنَسٌ:فَلَقَدْ رَأَيْتُهَا وَإِنَّهَا لَمِنْ أَنْفَقِ ثَيِّبٍ فِي الْمَدِينَةِ. (?).

وقد افتقده رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - في الوقعة التي استشهد فيها بعد فترة قصيرة من زواجه فعَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ:أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ، وَكَانَ يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ، وَيَتَحَدَّثُ إِلَيْهِنَّ، قَالَ أَبُو بَرْزَةَ:فَقُلْتُ لاِمْرَأَتِي:لاَ يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ، قَالَ:فَكَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا كَانَ لأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ أَلِرَسُولِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لاَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ:يَا فُلاَنُ زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ، قَالَ:نَعَمْ وَنُعْمَى عَيْنٍ، قَالَ:إِنِّي لَسْتُ لِنَفْسِي أُرِيدُهَا، قَالَ:فَلِمَنْ؟ قَالَ:لِجُلَيْبِيبٍ، قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى أَسْتَأْمِرَ أُمَّهَا، فَأَتَاهَا، فَقَالَ:إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَخْطُبُ ابْنَتَكِ، قَالَتْ:نَعَمْ وَنُعْمَى عَيْنٍ، قَالَ:إِنَّهُ لَيْسَتْ لِنَفْسِهِ يُرِيدُهَا، قَالَتْ:فَلِمَنْ يُرِيدُهَا؟ قَالَ:لِجُلَيْبِيبٍ، قَالَتْ:حَلْقَى أَلِجُلَيْبِيبٍ؟ قَالَتْ:لاَ لَعَمْرُ اللهِ، لاَ أُزَوِّجُ جُلَيْبِيبًا، فَلَمَّا قَامَ أَبُوهَا لَيَأْتِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -،قَالَتِ الْفَتَاةُ مِنْ خِدْرِهَا لِأُمِّهَا:مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمَا قَالاَ:رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،قَالَتْ:أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمْرَهُ ادْفَعُونِي إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،فَإِنَّهُ لَنْ يُضَيِّعَنِي، فَذَهَبَ أَبُوهَا إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -،فَقَالَ:شَأْنُكَ بِهَا، فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا.

قَالَ حَمَّادٌ:قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ:هَلْ تَدْرِي مَا دَعَا لَهَا بِهِ قَالَ:وَمَا دَعَا لَهَا بِهِ؟ قَالَ:اللَّهُمَّ صُبَّ الْخَيْرَ عَلَيْهِمَا صَبًّا، وَلاَ تَجْعَلْ عَيْشَهُمَا كَدًّا. قَالَ ثَابِتٌ:فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزَاةٍ، قَالَ:تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالُوا:لاَ، قَالَ:لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ، قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:أَقَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ ? هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، يَقُولُهَا سَبْعًا، فَوَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى سَاعِدَيْهِ، مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلاَّ سَاعِدَيْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،حَتَّى وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ. قَالَ ثَابِتٌ:وَمَا كَانَ فِي الأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقُ مِنْهَا. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015