صلى الله عليه وآله وسلم فهو فاعل الانذار، كما قال تعالى في سورة النازعات: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها [الآية 45] (?).
«والانذار»: أخبار فيه تخويف، قال تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (?).
«بينكم» من قوله تعالى: وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ (?).
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وشعبة، وحمزة، ويعقوب وخلف العاشر» «بينكم» برفع النون، على أن «بين» اسم غير ظرف معناه «الوصل» فأسند الفعل اليه، والمعنى: لقد تقطع وصلكم، واذا تقطع وصلهم افترقوا، وهو المعنى المراد من الآية.
وانما استعملت بمعنى «الوصل» لأنها تستعمل كثيرا مع السببين المتلابسين بمعنى الوصل، تقول: بيني وبينه رحم وصداقة، أي بيني وبينه صلة، فلما استعملت بمعنى الوصل جاز استعمالها في الآية كذلك.
ويجوز أن نكون «بين» ظرف، وجاء اسناد الفعل اليه لأنه يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها، فأسند الفعل اليه مجازا كما أضيف اليه في قوله تعالى: شَهادَةُ بَيْنِكُمْ (?).
وقرأ الباقون «بينكم» بنصب النون، على أنها ظرف «لتقطع» والفاعل ضمير والمراد به «الوصل» لتقدم ما يدل عليه وهو لفظ «شركاء» والتقدير: لقد تقطع وصلكم بينكم، ودل على حذف «الوصل» قوله تعالى: وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ فدل هذا على التقاطع، والتهاجر بينهم وبين شركائهم اذ تبرءوا منهم ولم يكونوا معهم، وتقاطعهم لهم هو ترك وصلهم