«ولنجزين» من قوله تعالى: وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ (?).

قرأ «ابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر، وابن عامر بخلف عنه» «ولنجزين» بنون العظمة (?).

على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن سياق الآية من قبل في قوله تعالى: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ يقتضي الغيبة فيقال: «وليجزين» أي اللَّه تعالى، ولكن التفت الى التكلم على أنه إخبار من اللَّه تعالى عن نفسه بأنه سيجزي الذين يصبون على أداء الأوامر التي أمرهم اللَّه بها، وعلى اجتناب النواهي التي نهاهم اللَّه عنها، والذين يصبرون على ما يصيبهم في دنياهم بالثواب يوم القيامة. ولو ظل الأسلوب القرآني على الغيبة لما تحقق هذا المعنى البلاغي.

«ان يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم» من قوله تعالى: أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا. أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ (?).

قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» بنون العظمة في الأفعال الخمسة (?).

على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن سياق الآية من قبل في قوله تعالى: وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ (?) يقتضي الغيبة فيقال: «أن يخسف» الخ أي اللَّه تعالى، ولكن التفت الى التكلم على أنه إخبار من اللَّه تعالى عن نفسه بتحذير الذين لا يلجئون الى اللَّه تعالى الا في وقت الشدائد فقط، ويقول لهم: هذا المسلك لا يرضى عنه اللَّه تعالى لأنه منهج وطريق المنافقين، أما المؤمنون فهم الذين يفزعون الى اللَّه تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015