سأتحدث في هذا التمهيد عن بعض النقاط الهامة التي لها صلة وثيقة بموضوع البحث مثل:
الالتفات عند علماء المعاني- شروط الالتفات- صور الالتفات- فائدة الالتفات:
جاء في «لسان العرب»:
يقال: لفت وجهه عن القوم صرفه، ويقال: التفت التفاتا، والتفت:
أكثر منه.
ويقال: لفت فلانا عن رأيه: «صرفته عنه، ومنه الالتفات» أهـ (?).
والالتفات بالمعنى الاصطلاحي في عرف علماء المعاني:
هو نقل الكلام من أسلوب الى آخر، أعني من التكلم، أو الخطاب، أو الغيبة، الى واحد من هذه الصيغ، بعد التعبير بالأول، هذا هو المشهور.
وقال «السكاكي» ت 626 هـ.
هو التعبير عن المعنى بطريق مخالف لمقتضى الظاهر من الطرق الثلاثة المتقدمة، سواء سبقه تعبير آخر بطريق أخرى من هذا الطرق، أو لا، كما في قول الشاعر:
«الهي عبدك العاصي أتاكا» فهذا التفات عند «السكاكي» لأنه تعبير عن المعنى بما يخالف مقتضى الظاهر، اذ مقتضاه أن يعبر بضمير التكلم لأن المقام له فيقال: «أنا العاصي» فالتعبير بالاسم الظاهر هنا- مخالف لما يقتضيه ظاهرا المقام- ولا يعتبر التفاتا عند الجمهور لعدم وجود تعبير سابق عليه كما هو الشرط عندهم.