«فأزلهما» من قوله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها (?).
قرأ «حمزة» «فأزالهما» بألف بعد الزاي، ولام مخففة، أي نحاهما وابعدهما عن نعيم الجنة، الذي كانا عليه، ومنه قول القائل: «أزال فلان فلانا عن موضعه» اذا نحاه عنه.
وقرأ الباقون «فأزلهما» بحذف الالف: ولام مشددة، من «الزلل» مثل قول القائل: «أزلني فلان» أي أوقعهما في الزلة بفتح الزاي، والمراد بها المعصية: وهي الاكل من الشجرة.
ونسب الفعل الى الشيطان لانهما زلا باغواء الشيطان فصار كأنه أزلهما.
ويحتمل أن يكون من «زل» عن المكان اذا تنحى عنه، فتتحد هذه القراءة مع قراءة «حمزة» في المعنى (?).
«تبلوا» من قوله تعالى: هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ (?)
قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تتلو» بتاءين، قال «الاخفش» سعيد بن مسعدة ت 215 هـ:
«تتلوا من التلاوة، أي: تقرأ كل نفس ما أسلفت، ودليله قوله تعالى:
اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (?).
وقيل: معنى «تتلو»: «تتبع» من «تبع يتبع» وحينئذ يكون المعنى: هنالك تتبع كل نفس ما أسلفت من عمل.