وقد قال عنهم الإمام الذهبي:"فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن -أي كاملاً- في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة" (?).
وذلك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى منتصف القرن الهجري الأول تقريباً، وتتميز هذه المرحلة بمميزات من أبرزها: تتلمذ بعض الصحابة والتابعين على أئمة القراءة من الصحابة حيث أرسل الخليفة عثمان- رضي الله عنه- قارئاً لكل مصر معه نسخة من المصاحف التي نسخها عثمان- رضي الله عنه- ومن معه، وكانت قراءة القارئ موافقة لقراءة المصحف الذي أرسل معه, حيث أرسل عثمان بن عفان- رضي الله عنه- عبد الله بن السائب المخزومي إلى مكة المكرمة، وأرسل أبا عبد الرحمن السلمي إلى الكوفة، وأرسل عامر بن قيس إلى البصرة، والمغيرة بن أبي شهاب إلى الشام، وأبقى زيد بن ثابت مقرئاً في المدينة (?).
وممن اشتهر من التابعين: تلاميذ ابن مسعود، كعلقمة، ومسروق، والأسود بن يزيد، وتلاميذ ابن عباس كمجاهد، وعكرمة، وعطاء، وتلاميذ أُبي بن كعب، كقتادة، وأبي العالية، واشتهر كثيرون أيضاً كسعيد بن المسيب، وعروة وسالم وعمر بن عبد العزيز، وكذلك سليمان بن يسار، وأخوه عطاء وزيد بن أسلم، ومسلم بن جندب، وابن شهاب الزهري، وعبد الرحمن بن هرمز، ومعاذ بن الحارث المشهور بمعاذ القارئ وغيرهم (?).