قرأ ورش {الدَّرَكِ} بفتح الراء، وقرأ حفص {فِي الدَّرْكِ} بإسكان الراء (?).
والإسكان والفتح لغتان، فأما رواية ورش فهو جمع دَرَكَة كبقر وبقرة (?)، وأما رواية حفص فعلى المصدر، والمعنى واحد، هو المكان (?). ولم يختلفا في قوله عز وجل:
{لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى} {طه:77} لأنه بمعنى الإدراك من العدو.
قوله تعالى: {سنُوتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً} {سَيُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً} {162}
قرأ ورش {سنُوتِيهِمْ} بنون العظمة، وقرأ حفص {سَيُؤْتِيهِمْ} وانفرد بالياء (?)، فأما رواية ورش فعلى إخبار الله عز وجل عن نفسه، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، وهو ضرب من ضروب البلاغة، والفاعل ضمير مستتر تقديره (نحن) يرجع إلى الله عز وجل، وأما رواية حفص فعلى لفظ الغيبة، لأن سياق الآية وهو قوله عز وجل {وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} يقتضي الغيبة، والفاعل ضمير يعود إلى الله عز وجل (?).
قوله تعالى: {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُّواْ فِي السَّبْتِ} {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ} [154]
قرأ ورش {لاَ تَعَدُّواْ} بفتح العين وتشديد الدال، وقرأ حفص {لاَ تَعْدُواْ} بإسكان العين وتخفيف الدال (?). وحجة ورش أن أصل هذه الكلمة (تعتدوا) مضارع {اعتدى يعتدي اعتداءا}، ومنه قوله عز وجل {تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا} {البقرة:229}، فألقيت حركة التاء على العين وأدغم التاء في الدال لتجانسهما (?). وحجة حفص في تخفيف الدال على أنه مضارع من {عدا يعدوا عدوانا} ومنه قول الله عز وجل: {إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} {الأعراف163} فكان الفعل منها (تعْدوا).
قوله تعالى: {والأذْنُ بالأذْنِ} {وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ} [45]