ورجح الطبري قراءة الكسر بأنه عليه الصلاة والسلام قال يوم بدر: "سَوِّموا فإن الملائكة قد سوّمت" (?) , قال الرازي: "السومة لها معنيان الأول: العلامة التي يعرف بها الشيء من غيره. والثاني: بمعنى المرسلين، فمن قرأ مُسَوّمِينَ بكسر الواو فالمعنى أن الملائكة أرسلت خيلها على الكفار لقتلهم وأسرهم, ومن قرأ بفتح الواو فالمعنى أن الله تعالى أرسلهم على المشركين ليهلكوهم كما تهلك الماشية النبات والحشيش" (?) , وقال المهدوي: "أي سوّمهم الله تعالى بمعنى أنه جعلهم يجولون ويجرون للقتال" (?).
قوله تعالى: {سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} {133}
قرأ ورش {سَارِعُواْ} بغير واو على الاستئناف، قال ابن أبي مريم في الموضَح: "لأن الجملة الثانية مستغنية عن عطفها لالتباسها بالجملة الأولى للضمير الذي في الثانية, وكذا هي في مصاحف أهل المدينة وأهل الشام بغير واو" (?).
وقرأ حفص بالواو، وكذلك هي في مصاحف أهل الكوفة وأهل البصرة، وهو عطف جملة {وَسَارِعُواْ} على جملة {وأطيعوا الله} لأن الله أمر عباده بتقوى النار ثم أمرهم بالمبادرة إلى أسباب المغفرة والجنة (?).