هو الإمام أبو سعيد، الحسن بن أبي الحسن البصري، مولى الأنصار، إمام زمانه علما وعملا، لقي علي بن أبي طالب، وأخذ عن سمرة بن جندب، وأتي به إلى أم سلمة، فبرّكت عليه ومسحت برأسه، وكان يقال من أراد أن يسمع كلام النّبوة بعد أهل البيت، فليسمع كلام الحسن البصري، ولد في خلافة عمر سنة إحدى وعشرين.
هو أبو محمد، يحيى بن المبارك، اليزيدي، العدوي، البصري، كان فصيحا مفوّها، إماما في اللغات والآداب، وهو أمثل أصحاب أبي عمرو، وقام بعده بالقراءة، ففاق نظراءه حتى قيل: إنه أملى عشرة آلاف ورقة من صدره عن أبي عمرو خاصة، غير ما أخذه عن الخليل وغيره.
هو أبو عبد الله، محمد بن عبد الرحمن بن محيصن المكي، كان عالما في الأثر والعربية، وقال درباس، فيما رأيته في كامل الهذلي: ما رأيت أعلم من ابن محيصن بالقرآن والعربية.
هو أبو الحسن، محمد بن أحمد بن أيوب بن الصّلت، البغدادي، المعروف بابن شنبوذ، وكان إماما شهيرا، وأستاذا كبيرا صالحا، وكان يرى جواز القراءة بما صحّ سنده؛ وإن خالف رسم المصحف، وعقد له بسبب ذلك مجلس، ولم يعدّ أحد ذلك قادحا في روايته، ولا صحة في عدالته. توفي في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة.
ويجب الإشارة هنا إلى أننا أتينا على ترجمة الأئمة القرّاء قبل الحديث عن ابن مجاهد، وابن الجزري؛ اللذين يعود إليهما الفضل في تحديد هؤلاء الأئمة المعتبرة قراءاتهم، وذلك تمشّيا مع السياق التاريخي الذي نتحدث فيه عن أئمة الإقراء، ولكن يجب القول: إن هذا التحديد للأئمة ورواتهم؛ لم يتمّ إلا في عهد متأخر كما سنتحدّث عنه في المبحث اللاحق.