على ذلك كله الآية المحكمة باجماع وهي قوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} (?) فإن فيه تمام الأجر وحفظ الزمان المعين والمبادرة بالعبادة، فإن قيل: فقد قال النبي، - صلى الله عليه وسلم -، في قوم صاموا في السفر وقعدوا، وآخرين سقوا واستقوا واطحنوا لهم واعتجنوا "ذهبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأجْرِ" (?) فجعل أجر أهل الفطر في السفر أكثر من الصيام.

قلنا: قد اتفقنا على أن من أفطر في السفر ليس له أجره في الصوم فضلاً عن أن يكون أجره مثل أجر الصائم أو فوقه، وإنما أراد - صلى الله عليه وسلم - أن أجر الخدمة في السفر والقدرة على العدو أفضل من أجر الصائم لأنه يتقوى لعدوه، ولأنه يحصل له مثل أجر الصائم لخدمته له، قال النبي، - صلى الله عليه وسلم - "مَنْ فَطَّرَ صَائِماً فَلَهُ مثلُ أَجْرِهِ" (?) وكذلك نقول نحن: إن الفطر عند مداناة العدو أفضل.

كفارة من أفطر في رمضان:

ثبت عن النبي، - صلى الله عليه وسلم - (أَنَّ رَجُلاً (?) جَاءَ يَضْرِبُ نَحْرَهُ وَينْتفُ شَعْرَهُ وَيقُولُ هَلَكْتُ احْتَرَقْتُ- وفي رواية (هَلَكَ الأبْعَدُ) - فَقَالَ لهُ النبِي، - صلى الله عليه وسلم -: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعْتِقَ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا) (?) الحديث إلى آخره. وثبت عنه أيضاً عن أبي هُرَيْرَة، رضي الله عنه، أن رجلاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015