طاهر، وأن قوله {لَا يَمَسُّهُ} خبر، وأن الخبر لا يجوز أن يقع بخلاف مخبره من الله تعالى (?). ولكن ها هنا دقيقة يجب أن يتفطن لها الأريب وذلك أن قوله {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)} خبر عن الشرع وما بيَّن فيه، وكذلك قوله: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} (?) خبر عن الشرع وما بيَّن فيه، فإن وجدنا محْدِثاً يمس المصحف ووجدنا مطلَّقة لا تلتزم التربص، فلا يكون ذلك من الشرع كما قال (لَا صَلاَةَ إِلّا بِطَهُورٍ) (?). فلا يريد نفي الوجود لأنا نجد كثيراً ممن يصلّي وهو محدث وإنما معناه لا صلاة إلا بطهور شرعاً، فإن وجدت بغير طهور فلا تكون من الشرع، وهذا نفيس، فإنه يجتمع لك فيه سلامة الحقيقة في ذاتها من خلطها بغيرها وبقاء اللفظ على صيغته العربية التي وضع لها، وصحة التوحيد في تنزيه الله عزَّ وجلَّ عن الكذب وقرار الشريعة في نصابها بأن لا يشاركها في حكمها ما ليس منها.

تحزيب القرآن:

اعلموا، نوَّر الله تعالى بصائركم، أن حزب موضوع عند (?) العرب لجمع المفترق وضم المنتشر؛ فالحزب كل مجموع من مفترق قبله (?)، وإنما بوَّب مالك (?)، رضي الله عنه، عليه لنكتة بديعة وهي أن الله تعالى قال لرسوله، - صلى الله عليه وسلم - {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17)} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015