ومهما تكن عند امرىء من خليقة ... ولو خالها تخفى على الناس تعلم (?)

وينتهي الحال في ذلك إلى أن يشهد بذلك جميع الخلق فيقضي الله عَزَّ وَجَلَّ في ذلك بالحق ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (أنه مر عليه بجنازة فأثنوا عليها شراً فقال وجبت ومر عليه بأخرى فأثنوا عليها خيراً فقال وجبت فقالوا لم يا رسول الله ما وجبت قال أثنيتم على الأولى شراً فوجبت له النار وأثنيتم على الأخرى خيراً فوجبت الجنة) (?).

سورة يونس:

قوله: {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ} (?) قال ابن القاسم سمعت مالكاً يقول هو هذا السلام الذي يتقابلون به. قال القاضي ابن العربي رضي الله عنه في هذه الآية قولان أحدهما أن المراد به الزيارة يزور الخلق ربهم في حديث طويل. والقول الثاني أن المراد به القول سلام ثم يعود إلى قوله: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} وقوله: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (?) (?) أو سلام الجبار على أهل الجنة كما ورد في الآثار فرجح مالك رحمه الله أن المراد به قول السلام لوجهين:

أحدهما إنه ظاهر الكلام ولا يعدل عن الظاهر إلَّا لضرورة.

والثاني أن له نظيراً في القرآن على ما استشهدنا به وأما من الزيارة فضعيف من وجهين:

أحدهما أنه مجاز ولا يعول عليه إلَّا بدليل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015