دون ذَلِك. وَبِالْجُمْلَةِ يدل على أخلاط فَاسِدَة أَو موت قوّة نفسانية وطبيعية. وَإِذا بَطل الْعَطش فِي الحميات المحرقة فَهُوَ دَلِيل رَدِيء وخصوصاً مَعَ سَواد اللَّوْن. فصل فِي أَحْكَام واستدلالات من اليرقان اليرقان قبل السَّابِع وَقبل النضج رَدِيء اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتداركه الإسهال على مَا زعم بَعضهم وَبِالْجُمْلَةِ فالبحران قبل السَّابِع لَيْسَ يكون بحراناً مَحْمُودًا وَإِن كَانَ اليرقان بعد السَّابِع أَيْضا لَيْسَ بذلك السَّلِيم مَا لم تقارنه عَلَامَات أُخْرَى. وَإِن عرض يرقان فِي سَابِع أَو تَاسِع أَو رَابِع عشر مَعَ عَلَامَات محمودة وَمن غير آفَة فِي نَاحيَة الكبد أَو صلابة وورم فَهُوَ مَحْمُود وَكَثِيرًا مَا يَقع بِمثلِهِ بحران تَامّ وَيدل على حَمده حَال الْخُف يُوجد بعده وَيدل على رداءته حَال ضد الْخُف. وَمِمَّا يدل على رداءته أَن يكون مَعَ اليرقان اخْتِلَاف مرار كثير يغلي غلياناً وَخُرُوج أَشْيَاء رَدِيئَة محترقة وَفِي مثل هَذَا يكون العليل مخوفا عَلَيْهِ إِلَّا أَن يتداركه إسهال بَالغ منقّ أَو عرق سابغ وَتَكون القوّة قَوِيَّة فَحِينَئِذٍ يكون خف بِسُرْعَة. فصل فِي دَلَائِل مَأْخُوذَة من الأورام إِذا تأدّت الحمّى الحادة إِلَى أورام المغابن والأطراف فَهُوَ رَدِيء أردأ من أَن تكون أَولا تِلْكَ الأورام ثمَّ تتبعها حمّيات بِسَبَب العفونة على أَن ذَلِك أَيْضا رَدِيء. الأورام الَّتِي تحدث فِي أصل الْأذن وَلَا تنضج بتقيح رَدِيء أَو يعقبها استفراغ فَإِن لم يكن شَيْء من ذَلِك وَلم ينضج وَلم يعقبها استفراغ قوي من الاستفراغات فَهُوَ عَلامَة رَدِيئَة. وَلَا يجب أَن يَغُرك أَيْضا النضج إِذا عرض للخراج وَسَائِر الأخلاط غير نضجه فإنّ ذَلِك غير كل بثر وورم يظْهر ثمَّ يغور فَهُوَ رَدِيء إِلَّا أَن يعود فيستدلّ على قُوَّة الطبيعة وَرُبمَا كَانَ الظُّهُور والغؤور مُعْتَاد الْإِنْسَان مَا فِي طَبِيعَته فَلَا تكون دلَالَته شَدِيدَة الرداءة. فصل فِي عَلَامَات مَأْخُوذَة من هَيْئَة البثور وَمَا يشبهها البثور الحمّصية السود فِي الحمّيّات الحادة رَدِيء جدا وَإِذا تأكدت هلك صَاحبهَا فِي الثَّانِي كثيرا. اسْتِحَالَة قُرُوح الْبدن إِلَى خضرَة وَسَوَاد وأسمانجونية أَو صفرَة عَلامَة رَدِيئَة والصفرة أخفها. قيل إِذا ظهر على ركبة الْمَرِيض شَيْء أسود مثل الْعِنَب الْأسود وَحَوله أَحْمَر مَاتَ عَاجلا فَإِن امتدّ خمسين يَوْمًا فَإِن عَلامَة مَوته أَن يعرق عرقاً بَارِدًا إِذا ظهر على الوريد الَّذِي فِي الْعُنُق شَبيه بحب الخروع مَعَ خصف أَبيض كثير عرضت لَهُ شَهْوَة الْأَشْيَاء الحارة وَمَات فِي الْعشْرين وَقد ذكرنَا مَا يعرض فِي اللِّسَان من البثور الْمهْلكَة.