القانون في الطب (صفحة 1617)

على أَن الْجُوع وَالنَّوْم على الْجُوع والرياضة عَلَيْهِ إِن لم يضعف غَايَة فِي الْمَنْفَعَة من هَذَا الْمَرَض بل يمال فِي الِابْتِدَاء إِلَى التَّغْلِيظ إِلَى السَّابِع ثمَّ يدرج لَكِن الِاسْتِظْهَار يُوجب أَن يلطف التَّدْبِير أَولا فَإِن ظهر أَن الْمُنْتَهى بعيد أمكن أَن يتلاقى ذَلِك بتغليظ التَّدْبِير ثمَّ يدرج إِلَى وَقت الْمُنْتَهى لِأَن الزَّمَان مُمكن من ذَلِك فِي هَذِه الْعلَّة غير مُمكن فِي الحادة وَإِذا جَاوز السَّابِع فَلَا يقيمن على التلطيف فَإِن ذَلِك يضعف وَيزِيد فِي ضعف فَم الْمعدة وَكلما أحسست بطول أَكثر لطّفت أقلّ على أَن تلطيفه فِيهَا أوجب مَا يجب فِي الرّبع وَكَذَلِكَ يجب أَن لَا يسْرع سقيه مثل مَاء الْفروج وَالْخبْز مَعَ المزورات إِلَّا أَن يخَاف الضعْف أَو يظْهر الانحطاط ثمَّ يخْتَلف مَا كَانَ سَببه المالح أَو الحلو وَمَا كَانَ سَببه الزجاجي أَو الحامض فَتكون مِنْهُ حمّى قروموديوس الزمهريرية الَّتِي لَا يسخن الْبدن فِيهَا على أَن الْأَوَّلين يحْتَاج فيهمَا إِلَى تليين بدواء لين وَإِلَى تبريد مَا. وَفِي الثانيتين بدواء أعنف والأوليان يحْتَاج فيهمَا إِلَى تقطِيع بالملطّفات المقطّعات الَّتِي فِيهَا تسخين غير كثير وَإِن كَانَ تجفيف كثير وَفِي الثانيتين يحْتَاج إِلَى مَا يلطّف بتسخين وتقطُع بحرافة وخصوصاً إِذا كَانَ البلغم مختلطاً بِالسَّوْدَاءِ فَلَا بُد فِي مثله من مثل الكمّوني ومعجون الكبريت وَاسْتِعْمَال المملّحات وأوفق الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل فِي الِابْتِدَاء الجلنجبين إِلَى الْيَوْم السَّابِع وَلَا بَأْس بِأَن يسْتَعْمل أَيْضا مَاء الرازيانج وَمَاء الهندبا وَمَاء الكرفس مَعَ المجلنجبين بِحَسب الْحَاجة والسكنجبينُ شَدِيد الْمَنْفَعَة أَيْضا وَمَاء الْعَسَل بالزوفا وَقد يُمكن أَن يبلغ بِهِ مَا يُرَاد من تليين الطبيعة وخصوصاً المسهل الْمُتَّخذ من السكر والورد الْأَحْمَر الْمَعْرُوف بالفارسي فَإِنَّهُ مسهل ملين وَإِذا احْتِيجَ إِلَى أَن يُقَوي تليينه مُرِس فِي مَاء اللبلابَ وخُلِط بِهِ إِن أُرِيد الْخِيَار شنبر والفانيذ وَأَيْضًا الجلنجبين الْمُتَّخذ بِعَسَل الترنجبين مدوفاً فِي مَاء اللبلاب وَلَا تلح عَلَيْهِ بالمسهلات فِي الِابْتِدَاء وَبعده وخصوصاً إِذا كَانَت مَعَ الْمَادَّة صفراء فَإِن ذَلِك يُؤَدِّي إِلَى فَسَاد المزاج وَكثير من النَّاس يسقون فِي الِابْتِدَاء مثل دَوَاء التربد فِي كل لَيْلَة وَمثل حب المصطكى فِي كل أُسْبُوع مرَّتَيْنِ وَمثل نُسْخَة دَوَاء التربد: يُؤْخَذ زنجبيل ومصطكي من كل وَاحِد عشرَة تَرَبد عشرُون سكر طبرزد مثل الْجَمِيع يسقى كل لَيْلَة مِثْقَال وَذَلِكَ إِذا كَانَت الطبيعة غير لينَة وَإِن كَانَت تجيب كل يَوْم مرَّتَيْنِ لم تحتج إِلَى ذَلِك وَأما أَنا فَلَا أحب إِلَّا انْتِظَار النضج والتليين بِمَا ذَكرْنَاهُ أَولا لَا بل يجب أَن يستفرغ مِنْهُ شَيْء ويصبر بِالْبَاقِي إِلَى النضج وَيكون ذَلِك بِرِفْق وقليلاً قَلِيلا من غير إحجاف. ثمَّ أقبل على المدرات وَذَلِكَ أكره مَا يشبه مَاء الإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وَنَحْوهمَا مِمَّا يضعف الْمعدة ويسهل الرَّقِيق وَإِن كَانَت الْمَادَّة إِلَى زِيَادَة برد خُلِط بِهِ لت القرطم وَإِن كَانَت الْمَادَّة إِلَى الصفراوية خُلِط بِهِ شراب البنفسج أَو البنفسج المربى أَو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015