القانون في الطب (صفحة 1592)

الرَّقِيق مِنْهُ فَهَذَا هُوَ الرَّقِيق الني غذاؤه أقل وترطيبه كثير وغسله وإخراجه الفضول وإنضاجه كثير معتدل وَمِنْه مَا فِيهِ شَيْء من جرم الشّعير ودقيقه والأحب إِلَى فِي مثل هَذَا أَن لَا يكون كثير الطَّبْخ جدا بل يكون طبخه بِقدر مَا يسلبه النفخ وَلَا يبلغ أَن يلزجه شَدِيدا وَمثل هَذَا أَكثر غذَاء وَأَقل غسلا وإنضاجاً ويعرض لَهُ كثيرا أَن يحمض فِي الْمعدة الْبَارِدَة فِي جوهرها. وَإِن كَانَ بهَا حر غَرِيب من بَاب سوء المزاج كثير وَمَاء الشّعير قد يكون مطبوخاً من الشّعير بقشره وَقد يكون مقشراً وأجود السكنجبين عِنْدِي الَّذِي يسوًى السكر فِيهِ فِي الْقدر ثمَّ يصب عَلَيْهِ من الْخلّ الثقيف خل الْخمر قدر مَا لَا يَعْلُو متون السكر بل يَتْرُكهَا مكشوفة ثمَّ يَجْعَل تَحت الْقدر جمر هادئ أَو رماد حَار حَتَّى يذوب السكر فِي الْخلّ بِغَيْر غليان ثمَّ تلقط الرغوة وَيتْرك سَاعَة وَلَا تكْثر الْحَرَارَة حَتَّى يمتزج السكر والخل ثمَّ يصت عَلَيْهِ المَاء قدر أصبعين ويغلى إِلَى القوام وَالْجمع بَين السكنجبين وَمَاء الشّعير مَعًا مكرب مُفسد فِي الْأَكْثَر لماء الشّعير وَلَا يجب أَن يسقى مَاء الشّعير على يبس الطبيعة بل يحقن قبلهَا فَإِن حمض فِي الْمعدة سقِِي الأرق مِنْهُ فَإِن حمض طبخ مَعَه أصل الكرفس وَنَحْوه فَإِن حمض أَيْضا فَلَا بُد من مزج شَيْء من الفلفل بِهِ خُصُوصا إِذا لم تكن الْمَادَّة شَدِيدَة الرقة والحرارة وَإِذا كثر نَفعهَا فقد يمزج بِهِ للمحرورين قَلِيل خل خمر وَلَكِن إِذا سقِِي السكنجبين بكرَة فَقطع الأخلاط وهيأ الفضول للدَّفْع اتبع بعد ساعتين مَاء الكشك الرَّقِيق الْمَذْكُور أَولا ليغسل مَا قطعه ويجلوه ويخرجه بعرق وإدرار وَلَا ضير إِن سقِِي السكتجبين عِنْد الْعشي وَقد فَارق الْغذَاء الْمعدة وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى تَقْدِيم الْجلاب على مَاء الشّعير ليزِيد فِي الترطيب. وَذَلِكَ إِذا رَأَيْت يبساً غَالِبا على الْبدن وَاللِّسَان وَرُبمَا احْتِيجَ أَن يقدم قبلهمَا لتليين الطبيعة شَيْئا من مَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ كل ذَلِك بساعتين. فصل فِي المعالجات وأولاً فِي معالجات الحميات الحادّة أما مَا قيل من تَدْبِير التليين والإدرار والتعريق والإنضاج ثمَّ الاستفراغ بالدواء من بعد ذَلِك وَمَا قيل فِي التغذية من ذَلِك فَذَلِك مِمَّا يجب أَن تتذكره هَهُنَا. وَأما وُجُوه تطفئة شدَّة الْحَرَارَة فَتكون بتبريد الْهَوَاء وتبريد الْغذَاء والأطلية والضمادات وبالأدوية بإمساك مثل لعاب بزرقطونا ولعاب حب السفرجل وعصارة بقلة الحمقاء وَرب السوس فِي الْفَم ليسكن الْعَطش فَإِن تّعاهد حلق صَاحب الْمَرَض الحاد ليبقى رطبا وَلَا يجِف من الْمُهِمَّات النافعة جدا وَرُبمَا انتفعوا بِاسْتِعْمَال الحقن المتخذة من عصارة الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ والقثاء والقرع والحمقاء بدهن الْورْد مَعَ شَيْء من الكافور انتفاعاً عَظِيما فَيجب أَن يكون الْهَوَاء مبرداً مَا أمكن وتبريده يمْنَع الزحمة وبتعليق المراوح الْكَثِيرَة وينضد الجمد الْكثير وَإِن كَانَ بَيْتا قريب الْعَهْد بالتطيين بالطين الْحر وخصوصاً الَّذِي يَجْعَل فِيهِ مَكَان التِّبْن قطن البردي فَهُوَ أَجود وَإِذا انصبّت فِيهِ الفوارات الرشاشات وسال فِيهِ مَاء عذب أَو كَانَ المضجع على بركَة مغطاة بشباك وَكَانَ الْفرش الَّذِي ينَام عَلَيْهِ من الطَّبَرِيّ وَنَحْوه وَكَانَ سَائِر الْفرش من أَطْرَاف الْخلاف والسفرجل وَالريحَان المرشوش عَلَيْهِ مَاء الْورْد والتفاح والنيلوفر والورد والبنفسج وَقد وضعت أطباق فِيهَا فضوخات من فلق الْفَوَاكِه الطّيبَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015