القانون في الطب (صفحة 1587)

وأبقراط فِي رسمه من هَذَا أَو يتَأَمَّل فضل تَأمل ثمَّ يرجع إِلَى المناقضة فَإِن مُنَاقض الْأَوَّلين وَهُوَ على الْحق مَعْذُور وَلَكِن الأولى وأظن أَن هَذَا الرجل اتّفقت لَهُ تجارب أنجحت فِي هَذَا الْبَاب فركن إِلَيْهَا وأمثال هَذِه التجارب الَّتِي لَيست على القوانين قد يتَّفق لَهَا أَن لَا تنجح وَلَا وَاحِد ويتفق لَهَا أَن لَا تتَحَقَّق وَلَا وَاحِد فَهَذَا هُوَ الْوَاجِب فَأَما إِن كَانَت الْمَادَّة كَثِيرَة متحركة منتقلة من عُضْو إِلَى عُضْو وظننت أَنه لَا مهلة إِلَى نضجها أَو ربفا حدثت مِنْهَا أورام سرسامية وَغير ذَلِك وَلَو تركت أوقعت فِي خطر قبل الزَّمَان الَّذِي يتَوَقَّع فِيهِ نضجها. وَذَلِكَ أطول من الزَّمَان الَّذِي يتَوَقَّع فِيهِ نضج المعتدل لَا محَالة فَلَا بُد من استفراغها فَإِن الْخطر فِي ذَلِك أقل من الْخطر فِيهَا. وَمَعَ ذَلِك فَإِن الطبيعة تكون متحركة إِلَى دَفعهَا لِكَثْرَة أذاها فَإِذا أعينت وافقها الْإِعَانَة فَلَا بُد مِنْهُ وَاعْلَم أَن الفصد لَيْسَ من قبيل مَا ينْتَظر فِيهِ النضج انْتِظَاره فِي المسهلات وَإِنَّمَا ينْتَظر النضج فِي الأخلاط الْأُخْرَى وَإِذا تَأَخّر الفصد عَن ابْتِدَاء الْعلَّة فَلَا تفصد فِي انتهائها إِذْ لَا معنى لَهُ وَرُبمَا أهلك بموافاته ضَعِيف الْقُوَّة وَكَذَلِكَ إِن خفت غَلَبَة من الْخَلْط وَأوجب الِاحْتِيَاط الاستفراغ وَإِن لم يكن نضج فَلَا تحرّك إِلَّا فِي الِابْتِدَاء. وَأما عِنْد الِانْتِهَاء فَلَا تحرّك شَيْئا حَتَّى يغلب الطبيعة وينضج فَإِن لم تتحرك هِيَ حركت أَنْت وفْق تحريكها وَإِن كَانَت هِيَ تتحرك أَو تحركت فدعها وفعلها وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أبقراط هائجاً حِين قَالَ يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الدَّوَاء المسهل بعد أَن ينضج الْمَرَض فَأَما فِي أول الْمَرَض فَلَا وَمثل هَذَا الاستفراغ الضَّرُورِيّ الَّذِي لَيْسَ فِي وقته مثل: التغذية الضرورية الَّتِي لَيْسَ فِي وَقتهَا وَنسبَة هَذَا الاستفراغ إِلَى الْكَفّ من عَادِية الْمَادَّة نِسْبَة تِلْكَ التغذية إِلَى منع الْقُوَّة عَن سُقُوطهَا وَإِذا اسْتعْملت استفراغاً فراعِ وَقت الإقلاع أَو وَقت الفترة أَو أبرد وَقت يكون وَلَا تستفرغ بالإسهال يَوْم الدّور وَلَا تفصد وَلَا تضَاد باستفراغ الصِّنَاعَة جِهَة ميل استفراغ الطبيعة وَلَا تثيرنّ الأخلاط بِمَا تَفْعَلهُ فِي الْحَال حَال حَرَكَة دور وَبِالْجُمْلَةِ تتوقى التَّدْبِير فِي وَقت الدّور حَتَّى لَا يسقى فِي مَاء الشّعير سكر وَلَا جُلاَب لِئَلَّا تثير الدّور بتضييق المجاري فَإِنَّهُ خطر بل أعن إِلَى أَن يفرط فَإِن الطَّبِيب معِين الطبيعة لَا مُنَازع لَهَا. وَاعْلَم أَن كثيرا مَا يحْتَاج إِلَى دَوَاء قوي ضَعِيف أما قوته فَمن حَيْثُ يسهّل الْخَلْط الغليظ اللزج وَأما ضعفه فَمن حَيْثُ يسهل مَجْلِسا أَو مجلسين وَلَا يستفرغ الْكثير مَعًا حَتَّى لَا تسْقط الْقُوَّة. والرأي فِي الفصد أَن يدافع بِهِ مَا أمكن فَإِن لم يكن فتكثير الْعدَد خير من تَكْثِير الْمِقْدَار وَيجب أْن لَا يستفرغ دم كثير دفْعَة فيستفرغ كثير مِمَّا لَا يحْتَاج إِلَى استفراغه وَلَا يكون فِي الدَّم عدَّة لاستفراغات رُبمَا احْتِيجَ إِلَيْهَا وتضعف الْقُوَّة عَن مقارعة بحرانات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015