بالموقف وباتفاق الأمراء على توليته العهد بعده، وطلب إليه الحضور بعساكره إلى الشام، فلما خرج قطب الدين مودود على رأس جيشه من الموصل، وصلته الأخبار بتحسن صحة أخيه نور الدين وقيامه من مرضه، فأقام قطب الدين حيث هو، وأرسل وزيره جمال الدين محمد لمقابلة نور الدين محمود والوقوف على تطورات الموقف هناك فوصل الوزير دمشق في صفر سنة (554هـ/1159م) واجتمع بنور الدين وأبلغه استعداد قطب الدين، ووضع إمكانياته في خدمته فشكره نور الدين على ذلك، وعبّر له عن شكره لمشاعر أخيه قطب الدين مودود (?). وعلى العموم كانت صلة نور الدين بإخوانه وثيقة يقول ابن الأثير في حقهم: إن الله سبحانه جمع فيهم من مكارم الأفعال، ومحاسنها، وحسن السيرة وعمارة البلاد، والرفق بالرعيّة إلى غير ذلك من الأسباب التي يحتاج الملك إليها، يقول: أظن أنَّ القائل أرادهم يقوله:

هَيْنون لَيْنون أيساار بنويسرٍ ... سُوّاسُ مكرمةٍ أبناءُ أيسار

لا ينطقون على العوراء إن نطقوا ... ولا يمارون إن ماروا بإكبار (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015