الفصل الأول
عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية
هو نو الدين محمود زنكي، صاحب الشام، الملك العادل، ناصر أمير المؤمنين، تقي الملوك، ليث الإسلام، أبو القاسم محمود بن الأتابك قسيم الدولة أبي سعيد - عماد الدين - زنكي بن الأمير الكبير آقسنقر التركي السلطاني الملكشاهي مولده في شوال سنة إحدى عشرة وخمس مئة (?) وهم ينتسبون إلى قبيلة ساب يو التركية ولا تذكر المصادر التاريخية شيئاً عن نشأة نور الدين وشبابه ولكنها جميعاً تؤكد أنه تربى في طفولته تحت رعاية وإشراف والده وأن والده كان يقدمه على إخوانه ويرى فيه
مخايل النجابة (?)، ولما جاوز الصبا لزم والده حتى مقتله 541هـ/1047م (?) وكانت حياة عماد الدين في فترة حكمه الموصل من 521هـ -541 هـ مدرسة عليا شاملة لجميع أنواع المعارف الإنسانية في مجالات العلوم السياسية والإدارية والعسكرية بالإضافة إلى العلوم الشرعية الدينية وقد جمعت مدرسة الحياة الكبرى التي عاش فيها نور الدين بين الأسلوب النظري والتطبيقي (?) وقد تزوج نور الدين عام 541هـ الزواج الذي لم تكن من ورائه جارية ولا سّرية من عصمت الدين خاتون ابنة الأتابك معين الدين حاكم دمشق، بعد أن ترددت المراسلات بين الرجلين واستقرت الحال بينهما على أجمل صفة، وتأكدت الأمور على ما اقترح كل منهما وكتب كتاب العقد في دمشق، بمحضر من رسل نور الدين في الثالث والعشرين من شوال وما أن تم إعداد الجهاز حتى قفل الوفد عائداً وبصحبت ابنة معين الدين (?)، وخلف نور الدين من زوجته هذه ابنة واحدة وولدين هما الصالح إسماعيل الذي تولى الحكم من بعده وتوفي شاباً لم يبلغ العشرين من العمر، من جراء مرض ألم به عام 577هـ وأحمد الذي ولد بحمص عام 547هـ تم توفي في دمشق طفلاً (?) وقد ذكر ابن منير في أشعاره تهنيئته