في أطراف العالم على أنقاض هؤلاء السماسرة الدخلاء المأجورين، ومن هنا كان هذا المفهوم الجديد الخبيث شائعا في أطراف العالم وهو أن الوهابية تعادي الرسول صلى الله عليه وسلم وتحرم الصلاة عليه، وهدمت القباب والأبنية التي كانت مبنية على قبور الصحابة وغيرهم رضي الله تعالى عنهم، وكان للاستعمار في كل بلد، وقرية ممثل يقوم بنشر هذه السخافات والترهات، ومن هنا انتشرت ((كلمة الوهابية)) في العالم كله في شرقه، وغربه، وجنوبه، وشماله، بمفهومها الخاص، فانظر فلسفة المستعمر أن الداعي في نجد إلى هذه الدعوة المحمدية كان اسمه بلا خلاف بين جميع المسلمين (محمد بن عبد الوهاب) فكان من الواجب أن تنسب الدعوة بمفهومها الخاص عند هؤلاء بالقياس الصحيح عند جميع أهل اللغة (بالمحمدية) لأن اسم صاحبها والداعي لها ((محمد)) وليس الوهاب إلا أنهم لم يرضوا بهذه النسبة الصحيحة الموافقة للواقع واللغة العربية خوفا على كشف مؤامرتهم الخبيثة أمام عوام الناس من المسلمين وخواصهم لأن الدعوة إذا حملت اسما صحيحا، ونسبة صحيحة فلا بد لها من قبول، وإقبال عليها لأنها تحمل اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت ممن اغتر بهذه الدعاية الماكرة الخبيثة وأنا في بلدي - السند - فلما أكرمني الله تعالى بالهجرة إلى هذه البلاد المقدسة وذلك في عام 1368هـ من بلدي ومسقط رأسي حظيت بلقاء إنسان كريم فاضل جاء من الهند إلى المدينة مهاجرا إلى الله تعالى، وكان حاله سابقا كحالي إلا أنه رحمه الله التجأ بعد الله تعالى إلى مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن طريق الشيخ العلامة الطيب الأنصاري رحمه الله تعالى فتلذذ بمطالعتها جدا حتى اعتنق العقيدة السلفية عن طريق هذه الكتب النافعة ولا بد من ذكر هذا الرجل رحمه الله تعالى وهو العلامة الأثري الشيخ رشيد أحمد بن إبراهيم الهندي رحمه الله تعالى المتوفى في ذي القعدة عام 1381هـ بالمدينة المنورة وكان رحمه الله تعالى قد أسس بعد اعتناقه العقيدة السلفية مدرسة بناء على موافقة سامية كريمة سماها دار العلوم السلفية، ومن هنا بدأت لي حياة جديدة بلقاء هذا الرجل الكريم فكان يلقي إليّ دروسه في المسجد النبوي الشريف مساء وكان يبكي كثيرا عند إلقائه الدروس في التوحيد فرحا، واستبشارا وكان يقول دائما رحمه الله تعالى لو مت يا بنيّ قبل اعتناق هذه العقيدة الصافية النقية لمت على غير ملة